تكتيك المثقف واستراتيجية السلطة
وجدت في الحوار الذي أجراه الصحفي سليمان ابو رشيد مؤخرا ونشر على موقع عرب 48 مع د. نجمة علي، والتي تم التعريف بها على أنها ناشطة سياسية وأكاديمية متخصصة في العلوم السياسية، تحمل لقب دكتوراة من جامعة نيوزيلندية، كما هائلا من التناقضات ومن الأحكام المسبقة المستفزة. لا تربطني أية معرفة بالمتحاور معها لا من قريب او بعيد، ولكن بما أن موضوع الحوار وهو حول التصويت والمقاطعة لانتخابات الكنيست، يهمني شخصيا ويهم عدد كبير من أبناء وبنات شعبنا كان لا بد من التصدي لما جاء في هذا النقاش من تناقض وتجني على تيار المقاطعة: تقول الدكتورة: "لكي نستطيع نزع الشرعية عن مكان أو إطار معين يجب أن تكون فيه وجزءا بل جزءا كبيرا منه"، وتتابع قولها:"بدون فعل التصويت لا يوجد وزن للمقاطعة". قياسا على ذلك: لا تستطيع أن تكون مناهضا للصهيونية إلا اذا كنت جزءا من الحركة الصهيونية أولا، ولا تستطيع أن تحارب الفاشية إذا لم تكن عضوا في تنظيم فاشي أولا، ولا تستطيع أن تكون معاد للعنصرية إلا إذا كنت عنصريا. فإذا اردت مقاطعة الكنيست ونزع شرعيتها فما عليك إلا أن تصوت أولا وثانيا وثالثا ومن ثم ومن داخل الكنيست تستطيع أن تقاطع وتنزع الثقة…
تقول الدكتورة في بداية الحوار: " انتخابات الكنيست تكتيك يفترض استعماله حتى تنشأ الفرص لتبني استراتيجيات بعيدة المدى". هذا حسب علمي تعريف جديد للعلاقة بين الاستراتيجية والتكتيك. فقد تعلمت أن التكيتك ينبغي أن يخضع ويخدم الاستراتيجية في مسيرة النضال الطويلة، ولكن أن يكون التكتيك مهيمنا في غياب الاستراتيجية تماما والانتظار حتى "تنشأ الفرص" فهذا لم اسمع به على مدى تاريخ الشعوب التي ناضلت من أجل حريتها واستقلالها. من المفترض تحديد الاستراتيجية أولا ومن ثم إيجاد التكتيكات الملائمة لتحقيقها، أليس كذلك؟
تضيف المتحاور معها: "الانتخابات وسيلة لصيانة الأحزاب العربية كأدوات تنظيم وعمل سياسي" وأن تضاؤل الأحزاب العربية سيعيد التشكيلة العائلية والطائفية لمجتمعنا. حقا؟ ولكن ما العمل إذا كانت الأحزاب العربية هي الداعم الأول للحفاظ على التشكيلة العائلية والطائفية لمجتمعنا؟ لا أدري كم من الوقت أمضت الدكتورة في نيوزيلندا، وإذا كانت تعلم بأن الأحزاب السياسية ومنذ زمن طويل تتصرف كعائلات وطوائف وأن العائلات والطوائف بدورها تتصرف كأحزاب سياسية حتى اختلط الحابل بالنابل واصبح من المستحيل التمييز فيما بينها؟
"المقاطعة تؤدي إلى تضاؤل الأحزاب وفراغ في القيادة..." أما الانتخابات فإنها تؤدي إلى تمدد "الاحزاب" وتمكين "القيادة"!! قد يكون ذلك صحيحا لو كانت هذه الاحزاب أحزابا وهذه القيادة قيادة.
يحتوي الحوار على بعض التلميحات والأفكار المختصرة حول المواطنة الاسرائيلية وكيف يمكن أن تتحول إلى استراتيجية مقاومة ودور الانتخابات في تنظيم الفلسطينيين داخليا والضغط من أجل حقوقهم المدنية والوطنية وغيرها من الآراء المجترة والتى أثبتت تجربة سبعة عقود من التواجد في الكنيست على أنها عقيمة، وقد تناولتها في العديد من الكتابات السابقة ولا لزوم هنا للخوض بها مجددا.
وأخيرا تجزم المتحاور معها على أن" "الانخراط في النظام السياسي والتصويت للكنيست هي أولوية وأن المطالبة بتغيير الآلية السياسية في الوقت الراهن هو نوع من المجازفة".
وأنا بدوري أجزم أن عدم الانخراط في النظام السياسي الإسرائيلي ومقاطعة التصويت للكنيست هي التي ينبغي أن تكون اولوية لكافة جماهير شعبنا.
وجدت في الحوار الذي أجراه الصحفي سليمان ابو رشيد مؤخرا ونشر على موقع عرب 48 مع د. نجمة علي، والتي تم التعريف بها على أنها ناشطة سياسية وأكاديمية متخصصة في العلوم السياسية، تحمل لقب دكتوراة من جامعة نيوزيلندية، كما هائلا من التناقضات ومن الأحكام المسبقة المستفزة. لا تربطني أية معرفة بالمتحاور معها لا من قريب او بعيد، ولكن بما أن موضوع الحوار وهو حول التصويت والمقاطعة لانتخابات الكنيست، يهمني شخصيا ويهم عدد كبير من أبناء وبنات شعبنا كان لا بد من التصدي لما جاء في هذا النقاش من تناقض وتجني على تيار المقاطعة: تقول الدكتورة: "لكي نستطيع نزع الشرعية عن مكان أو إطار معين يجب أن تكون فيه وجزءا بل جزءا كبيرا منه"، وتتابع قولها:"بدون فعل التصويت لا يوجد وزن للمقاطعة". قياسا على ذلك: لا تستطيع أن تكون مناهضا للصهيونية إلا اذا كنت جزءا من الحركة الصهيونية أولا، ولا تستطيع أن تحارب الفاشية إذا لم تكن عضوا في تنظيم فاشي أولا، ولا تستطيع أن تكون معاد للعنصرية إلا إذا كنت عنصريا. فإذا اردت مقاطعة الكنيست ونزع شرعيتها فما عليك إلا أن تصوت أولا وثانيا وثالثا ومن ثم ومن داخل الكنيست تستطيع أن تقاطع وتنزع الثقة…
تقول الدكتورة في بداية الحوار: " انتخابات الكنيست تكتيك يفترض استعماله حتى تنشأ الفرص لتبني استراتيجيات بعيدة المدى". هذا حسب علمي تعريف جديد للعلاقة بين الاستراتيجية والتكتيك. فقد تعلمت أن التكيتك ينبغي أن يخضع ويخدم الاستراتيجية في مسيرة النضال الطويلة، ولكن أن يكون التكتيك مهيمنا في غياب الاستراتيجية تماما والانتظار حتى "تنشأ الفرص" فهذا لم اسمع به على مدى تاريخ الشعوب التي ناضلت من أجل حريتها واستقلالها. من المفترض تحديد الاستراتيجية أولا ومن ثم إيجاد التكتيكات الملائمة لتحقيقها، أليس كذلك؟
تضيف المتحاور معها: "الانتخابات وسيلة لصيانة الأحزاب العربية كأدوات تنظيم وعمل سياسي" وأن تضاؤل الأحزاب العربية سيعيد التشكيلة العائلية والطائفية لمجتمعنا. حقا؟ ولكن ما العمل إذا كانت الأحزاب العربية هي الداعم الأول للحفاظ على التشكيلة العائلية والطائفية لمجتمعنا؟ لا أدري كم من الوقت أمضت الدكتورة في نيوزيلندا، وإذا كانت تعلم بأن الأحزاب السياسية ومنذ زمن طويل تتصرف كعائلات وطوائف وأن العائلات والطوائف بدورها تتصرف كأحزاب سياسية حتى اختلط الحابل بالنابل واصبح من المستحيل التمييز فيما بينها؟
"المقاطعة تؤدي إلى تضاؤل الأحزاب وفراغ في القيادة..." أما الانتخابات فإنها تؤدي إلى تمدد "الاحزاب" وتمكين "القيادة"!! قد يكون ذلك صحيحا لو كانت هذه الاحزاب أحزابا وهذه القيادة قيادة.
يحتوي الحوار على بعض التلميحات والأفكار المختصرة حول المواطنة الاسرائيلية وكيف يمكن أن تتحول إلى استراتيجية مقاومة ودور الانتخابات في تنظيم الفلسطينيين داخليا والضغط من أجل حقوقهم المدنية والوطنية وغيرها من الآراء المجترة والتى أثبتت تجربة سبعة عقود من التواجد في الكنيست على أنها عقيمة، وقد تناولتها في العديد من الكتابات السابقة ولا لزوم هنا للخوض بها مجددا.
وأخيرا تجزم المتحاور معها على أن" "الانخراط في النظام السياسي والتصويت للكنيست هي أولوية وأن المطالبة بتغيير الآلية السياسية في الوقت الراهن هو نوع من المجازفة".
وأنا بدوري أجزم أن عدم الانخراط في النظام السياسي الإسرائيلي ومقاطعة التصويت للكنيست هي التي ينبغي أن تكون اولوية لكافة جماهير شعبنا.
No comments:
Post a Comment