صبرا
وشاتيلا أولا
ايلول
يأتي قبل تشرين
على
زبيدات – سخنين
لفت
انتباهي خبر عادي قرأته بطريق الصدفة على
احد المواقع الاخبارية المحلية يفيد بان
المجلس العام للجنة المتابعة العليا سوف
يناقش في اجتماعه الدوري القادم (غدا
الخميس، عند نشر هذه المقالة سيكون
الاجتماع قد انتهى) كيفية
احياء ذكرى هبة القدس والاقصى بالاضافة
لموضوعات اخرى. ونوه
الخبر ذاته انه قد جرى اجتماع آخر قبل
اسبوع بمشاركة وفد من ذوي الشهداء وتمت
مناقشة هذا الموضوع ، ومن المفروض ان يطرح
رئيس لجنة المتابعة محمد بركة تصورات
سكرتارية لجنة المتابعة لشكل احياء
الذكرى، مناقشتها واتخاذ القرار فيها.
من
الجيد جدا تتمسك جماهيرنا باحياء هذه
الذكرى للمرة السادسة عشرة بالرغم من
كافة الانتفادات الموجهة لشكل احياء هذه
الذكرى من اطراف وجهات عديدة.
ولا انفي انني
شخصيا من ضمن الذين يوجهون الكثير من
الانتقادات. في
الحقيقة، انتقاداتي نفسها تتكرر كل سنة
تقريبا، حتى بدأت افكر بالتوقف عنها
لانها تكاد تخلو من اي شيء جديد.
كنت اتساءل دائمت:
لماذا نصر على
احياء ذكرى الشهداء الثلاثة عشرة بمعزل
وبشكل منفصل عن ذكرى مئات الشهداء الذين
سقطوا خلال الانتفاضة نفسه،ا في القدس
والخليل ونابلس وجنين وغزة وتقريبا في
كل مدينة وقرية فلسطينية؟ في الوقت الذي
نؤكد فيه باننا جزء لا يتجزأ من شعب واحد
وان قضيتنا واحدة؟. التساؤل
الثاني الذي مان وما زال يقلقني واعبر
عنه كل سنة تقريبا: لماذا
نقفز عن احياء ذكرى ابشع مجزرة عرفها
شعبنا في تاريخه المليئ بالمجازر؟، وهي
مجزرة صبرا وشاتيلا والتي حدثت في ١٦-١٨
أيلول اي بفارق أيام قليلة عن ذكرى هبة
القدس والاقصى؟ هل من الغريب ان تدرج
اللجنة التمثيلية الاعلى لجماهيرنا احياء
ذكرى هذه المجزرة على جدول اعمالها
لمناقشتها واتخاذ القرار المناسب بشأنها؟
وإذا لم تفعل ذلك من تلقاء نفسها، فهل من
الغريب مطالبتها بذلك؟ .
لست
هنا بصدد الكلام بالتفصيل عما جرى في
صبرا وشاتيلا في ايلول من عام ١٩٨٢، فقد
كتبت المجلدات عن هذه المجزرة الرهيبة.
بالرغم من ذلك ما
زلنا نجهل الكثير مما جرى حقا.
السؤال المهم هنا:
ماذا بقى في وجداننا
وفي ذاكرتنا الجماعية من هذه المجزرة؟
لا أظن اني ابالغ عندما اقول:
لم يبق شيء يذكر.
والا كيف يعقل ان
تمر هذه الذكرى مرور الكرام وبشكل عابر
ولا تهزنا من الاعماق وتخرجنا إلى الشوارع
كما اخرجتنا في السنوات الاولى بعد
وقوعها؟واذا كان الزمن هو المسؤول عن ذلك
فلماذا ابقى هذا الزمن على ذكرى النكبة
ويوم الارض وهبة القدس والاقصى؟ واليس
من مهمات القيادة الوطنية ان تتحدى الزمن
وتبقي الذكرى حية؟
اعتقد
ان قرار احياء ذكرى وطنية وتناسي ذكرى
وطنية اخرى هو في نهاية المطاف قرار
سياسي. هناك
قرار سياسي وراء التمسك باحياء ذكرى
الشهداء الثلاثة عشر الذين سقطوا في بداية
الانتفاضة الثانية بهذا الشكل المنعزل
والخاضع لرقابة صارمة وبالمقابل القفز
عن احياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا.
قد يجد البعض
تبريرات جيدة لذلك: الذكرى
الاولى اقرب الينا جغرافيا واجتماعيا
وسياسيا، اذ نعرف العائلات الثكلى شخصيا،
وما زلنا نعاني يوميا من السياسة نقسها
التي كان ابناؤنا ضحية لها.
قد تفسر هذه
التبريرات بعض الجوانب وقد تكون صحيحة
بالنسبة لقطاعات واسعة من جماهيرنا ولكنها
لا تفسر كافة الجوانب وخصوصا الجوهرية
منها. حسب
رأيي، بالنسبة لمتخذي القرارات، الامر
ابعد من ذلك بكثير ويتعلق بالعلاقة الراهنة
والمستقبلية من منظورهم بين الجماهير
الفلسطينية والدولة.
السؤال الاساسي
الذي يقلق متخذي القرارات وقد عبروا عنه
في مناسبات عديدة هو: كيف
يعقل أن تطلق الدولة النار على مواطنيها؟
أي ان قلقهم الحقيقي يقتصر على "المواطنة"
ومستقبلها.
أن تطلق الدولة
نيرانها على الفلسطينيين الاخرين هو أمر
مدان ولكنه يحدث، ولكن أن تطلقها على
مواطنيها؟ فهذا لا يجوز.
من هذا المنطلق
يكون من المسموح المطالبة بمحاكمة اليك
رون أو غاي رايف ولكن لا تجوز المطالبة
بمحاكمة شارون ورفول على دورهم في مجزرة
صبرا وشاتيلا.
من
المؤسف جدا ان محاكمة المجرمين في الحالتين
أو على الاصح المطالبة بمحاكمتهم لم تسفر
عن شيء. ذلك
لان حال قيادتنا المحلية كحال قايدتنا
على الصعيد الوطني تعيسة ويرثى لها.
في هذه المناسبة
وللتذكير فقط اذكر هنا بعض المسؤولين عن
مجزرة صبرا وشاتيلا منهم من مات ومنهم من
زال حيا، وأظن لأسف أن تقديمهم للمحاكمة
في هذه الظروف هو آخر ما يقلق راحتهم:
١-
أريك شارون ٢-
رفائيل ايتان
(رفول)
٣-
ايلي حبيقة ٤-
كوبرا روبير حاتم
٥- أمين
جميل ٦- سمير
جعجع ٧- اتيان
صقر ٨- فادي
افرام ٩- فؤاد
ابو ناضر ١٠- سعد
حداد ١١- وليد
فارس ١٢- مارون
مشعلاني
1 comment:
تاريخنا مع الصهيونية مليء بالمجازر والجرائم التي ذهب ضحيتها الآلاف اذا اردنا احياء ذكراها ربما ستكون ذكرى واحدة او اكثر في كل يوم على مدار السنة. ماذا عن ذكرى مذابح غزة التي يقوم بها الطيران الاسرائيلي كل عامين تقريبا؟ اليس من الاجدى مقاومة اسرائيل كل يوم وفق برنامج فلسطيني شامل بدل مناسبات "ذرف الدموع" التي لا تجدي نفعا. نتذكر موتانا ونطالب بالمحاسبة وننتظر المجزرة القادمة. ملاحظتك عن "تخصيص" جرائم اسرائيل (اي كل تجمع فلسطيني يحيي ذكرى "نكباته" الخاصة) في محلها تماما وهي النتيجة الطبيعية لعدم وجود ثقافة مقاومة حقيقية والاستسلام للامر الواقع. وهذه المشكلة كبيرة لدى فلسطينيي ال٤٨ بالذات حيث ان ثقافة قبول الامر الواقع باتت متجذرة للاسف لدى قطاعات كبيرة من النخب الحريصة على مستقبل اسرائيل ومستقبل "المواطنة" والديمقراطية في هذا الكيان اكثر من الاسرائيليين انفسهم
Post a Comment