Thursday, January 14, 2016

صفورية واخواتها - تضامن في غير أوانه

 
صفورية واخواتها – تضامن في غير أوانه
علي زبيدات – سخنين
لم اخطط مسبقا للكتابة في هذا الموضوع، فقد تعودت، كغيري، الكتابة في مثل هذه المواضيع عندما تمر مناسبة تتعلق بها. فكنت بصفتي متورط باحداث الوطن حتى النخاع، كغيري أكتب عن يوم الارض مثلا قبيل يوم الارض أو بعد احياء ذكراه. وآكتب عن هبة القدس والاقصى عندما تقترب ذكرى هذه المناسبة وأكتب عن حق العودة وقضية اللاجئين والمهجرين ورأيي في مسيرة العودة مع اقتراب ذكرى النكبة عندما يحتفل الطرف الاخر بعيد استقلاله أو بعدها مباشرة. وهكذا. كانت صدفة فرضتها ظروف طارئة اخرجتني عن المألوف ودفعتني للكتابة في موضوع في غير اوانه. وعندما قررت الكتابة في هذا الموضوع شعرت كم كنت مخطئا في الماضي. لست بحاجة لانتظار يوم الارض لكي اكتب عن الارض أو الاصح عن ضياع الارض واعبر عن خيبة املي مما آلت اليه هذه المناسبة. ولست بحاجة للانتظار إلى اكتوبر حتى اكتب عما حدث في الانتفاضة الثانية وربطها بما يحدث اليوم. وهل من الضروري أن انتظر حتى اعرف اسم القرية المهجرة التي تم الاتفاق عليها لتنظيم مسيرة العودة حتى اكتب عن عبثية نشاطاتنا الموسمية التي لم تقربنا شبرا واحدا من قرانا المهجرة؟
سأكتب اليوم عن حق العودة بشكل عام وعودة المهجرين بشكل خاص ، ماذا نعمل بهذا الخصوص. ولكن دعوني اولا اسرد باختصار الظروف التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع الان وعدم انتظار الموسم. في الاسبوع الماضي حل علي اربعة ضيوف اجانب من حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني، اثنان من ايسلاندا وواحد من الولايات المتحدة الامريكية وواحدة من الدنمارك. وقد كان الثلاثة الاوائل متقدمين بالعمر ولديهم تجربة ومعرفة بما يجرى في بلادنا اما الرابعة الدنماركية فهي شابة في مقتبل العمر قدمت إلى البلاد للمرة الاولى وتعمل متطوعة في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني وقد وجدت نفسها تعمل متطوعة مع زملائها في الخليل وبعض القرى المجاورة ووجدت نفسها امام اوضاع لم تتخيلها بالرغم من كل تحضيراتها قبل القدوم الى البلاد. في اليوم الثاني من استضافتي للمجموعة اقترحت عليهم زيارة بعض القرى المهجرة القريبة. تقبلوا اقتراحي بحماس نظرا لمعرفتهم الضئيلة في هذا المجال. من بين القرى التي اقترحتها عليهم كانت قرية صفورية . فاجأتني الشابة الدنماركية بالقول: ولكن صفورية ليست قرية مهجرة، انها قرية تعاونية (موشاف) فقد مكثت هناك عدة ايام عندعائلة يهودية قبل ان انضم إلى المتطوعين في الخليل، وهذه العائلة تقدمية وتحب الفلسطينيين وتتضامن معهم. استغربت من كلامها وسألتها: الم تخبرك هذه العائلة "التقدمية" أن مستوطنتهم (تسيبوري) تقوم على انقاض قرية صفورية؟ فقالت لا. فقلت لهم حسنا سنذهب الى صفورية لتشاهدوا بام اعينكم ما تبقى من انقاض هذه القرية التي كانت في عام ١٩٤٨ من اكبر القرى في المنطقة. وقالت الشابة الدنماركية: حسنا وسوف أزور العائلة اليهودية، اذا لم يكن لديك مانع، فقد كانت لطيفة معي. فقلت ليس لدي أي مانع.
عندما وصلنا كانت بوابة المستوطنة مغلقة، انتظرنا قليلا حتى جاءت سيارة من الداخل ففتحت البوابة الكهربائية ببطء فدخلنا. قمنا اول شيء بزيارة المقبرة وعندما ركنا السيارة قالت الشابة: بيت العائلة موجود قريب من هنا، انه في الجهة الاخرى من الشارع. قدرت المسافة بحوالي مائة متر لا اكثر. قلت سنتجول اولا في المقبرة المهجورة ومن ثم سنشاهد الكنيسة والدير والقلعة وبعض الآثار القديمة وعندما نعود سوف نزور هذه العائلة. وهذا ما فعلناه. استغربت القتاة من وجود القبور المبعثرة الموجودة من قبل عام ١٩٤٨ واشجار الصبار المحيطة بها ومن ثم اكوام الحجارة التي كانت بيوتا والتي لم تنجح اشجار الصنوبر والسرو الباسقة في طمسها واخفائها، وكيف لم تخبرها هذه العائلة "اللطيفة" بشيء عنها بينما اصطحبوها لزيارة الاثار القديمة فيما يسمى البارك الوطني تسيبوري.
دخلنا البيت، وسلمت الفتاة على افراد العائلة الموجودين، الاب والام والابنة. وقدمتنا لهم. لم يكن هذا البيت بيتا عاديا بل كان بداخله معصرة زيتون. واخذت الابنة تشرح لنا ماذا يعملون. وكان الكلام باللغة الانجليزية لكي يفهم الجميع: نحن ننتج هنا اجود انواع زيت الزيتون وهو زيت عضوي (اورغاني) ١٠٠٪ . وقادتنا في جولة قصيرة تشرح لنا كيف تتم عملية العصر. فسألت: هل هذه المعصرة لكل المستوطنة (الموشاف) فأجابت: لا ابدا انها ملكنا الخاص. فتساءلت بسذاحة وتعجب: وكم شجرة زيتون يوجد لديكم حتى تحتاجوا إلى معصرة خاصة؟ فاجابت بافتخار وبدون تردد: ستة آلاف شجرة، منها اكثر من ١٥٠٠ زيتونة عمرها مئات السنين وبعضها يصل إلى ١٠٠٠-١٥٠٠ سنة. فسألت بهدوء ولكن هذا السؤال كان كالقنبلة علىيها: وهل اشجار الزيتون هذه كانت ملك لاهالي قرية صفورية المهجرة؟ وهنا تغير لون وجهها ونبرة صوتها وقالت: لا ابدا، لقد استأجرنا هذه الاشجار من الحكومة. فقلت بسخرية: ومن أين جاءت الحكومة باشجار الزيتون هذه؟ لم ارد أن احرج الفتاة الدنماركية والاخرين اكثر من ذلك فتداركت وقلت: على أي حال لست هنا بصدد اي نفاش سياسي، كنت ساكتفي لو اخبرت زوارك على الاقل بانك بنيت بيتك على ارض فلسطينية وعلى انقاض بيت لعائلة فلسطينية. ويبدو أن كلامي هذا بدل تهدئة الاجواء زادها اشتعالا. إذ لم تستطع ان تضبط اعصابها اكثر فانفجرت في وجهي قائلة: لقد غادر اهل صفورية القرية بمحض ارادتهم وانا اعرف الكثيرين منهم ويسكنون في الناصرة، وهم لا يفكرون أصلا بالعودة إلى هنا، فكل واحد لديه بيت أو حانوت هناك. ونحن نتعاون مع الفلاحين الفلسطينيين في منطقة نابلس ولدينا مشاريع مشتركة، فهذه المعصرة بتمويل من يو أس ايد (USAID) وهي مؤسسة حكومية امريكية تقدم الدعم للمزارعين الفلسطينيين ايضا، ونحن اليوم نتعاون في انتاج وتسويق زيت الزيتون العضوي إلى الخارج لمصلحة الجميع واسم المشروع "زيت بلا حدود". يجب التوقف عن الكلام عما جرى في عام ١٩٤٨ فعائلة زوجي تهجرت من المانيا إلى الارجنتين ومن هناك قدمنا إلى هنا. لا يمكن اعادة الزمن الى الوراء فنحن لا نطالب بالعودة الى الارجنتين أو إلى المانيا. وهنا جاء دوري لافقد اعصابي وانفجر في وجهها قائلا: اسمعي ايتها السيدة، لا ادري من تعرفين من اهالي صفورية ولا يريد العودة اليها، ولكني اعرف الكثيرين ممن يريدون العودة، قبل عدة سنوات تجمع على مشارف صفورية اكثر من ١٥ ألف شخص معظمهم من اهالي صفورية وهتفوا من اجل العودة وحينها تمت مهاجمتهم من قطعان المستوطنين والشرطة، وقبل ذلك بسنوات تجمع اكثر من ٢٠ ألف في المكان نفسه ورددوا الهتافات نفسها. ولا ادري مع من تتعاونين في منطقة نابلس، ولكن معظم المزارعين يمقتون احتلالكم "المتنور"، وهؤلاء المتطوعين الاجانب يرون بام اعينهم كيف يقتلع المستوطنون اشجار الزيتون ويمنعون المزارعين من قطف زيتونهم.
سردت هذه القصة الان، اياما معدودة بعد حدوثها ولم انتظر حتى ننظم مسيرة العودة القادمة في يوم النكبة، حيث ننفخ صدورنا ونفرش ريشنا كالطاووس متفاخرين بمدى تمسكنا بحق العودة الى قرانا والدليل على ذلك آلاف المشاركين في المسيرة. سردت هذه القصة لكي اجدد اتهامي للجميع بالتقصير. لماذا لا تظهر لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين على الملأ الا مرة واحدة في السنة؟ ولماذا لا يزور معظم المهجرين قراهم الا مرة واحدة في السنة؟ بيني وبين نفسي، لا استغرب ان يكون في اقوال هذه السيدة من تسيبوري بعض الحقيقة، ولا يقتصر هذا الامر على اهالي صفورية بل يشمل قرى مهجرة اخرى ممن يتخذون رئيس السلطة الفلسطينية نموذجا وتخلوا علنا أو ضمنا عن حق العودة.
العودة لن تتحقق باصدار قرار ١٩٤ جديد ولا بمسيرة موسمية.

1 comment:

karera said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .