Thursday, January 07, 2016

الاخلاق بين الجريمة والاستنكار



الاخلاق بين الجريمة والاستنكار
علي زبيدات – سخنين
من نافل القول أن كل شيء في ظل النظام الرأسمالي العالمي اصبح سلعة. والسلعة هي ما يتم انتاجه ومن ثم بيعه وشراؤه بهدف تحقيق الارباح. وبما انه ليست كل السلع مادية كذلك ليس بالضرورة ان تكون الارباح مادية. لذلك، لا غرابة في أن تصبح القيم الاخلاقية في ظل هذا النظام سلعا تحقق ارباحا فاحشة عند رواجها ويتم نبذها في حالة كسادها.
احدى القيم الاخلاقية التي تبنتها المجتمعات البشرية منذ القدم ورفعتها الى درجة القداسة حتى اصبحت رمزا يميز المجتمعات البشرية عن غيرها من المخلوقات هي: لا تقتل. والتي تحولت مع مرور الزمن من حيث ندري أو لا ندري، إلى نقيضها، أي إلى: أقتل. اقتل عدوك، اقتل من يخالفك بالعقيدة، اقتل من تظن انه ينوي قتلك، اقتل من يقف في طريق تحقيق اطماعك، اقتل دفاعا عن نفسك حتى عندما تكون المخاطر المحدقة بك وهمية. باختصار: قيمة لا تقتل ما زالت تتربع على عرشها في برجها المقدس، أما على ارض الواقع اصبحت اقتل ثم اقتل ثم اقتل ومن ثم ابحث عن التبريرات.
مما يزيد الطين بلة في هذا النظام الرأسمالي "الحضاري" المستشرس الازدواجية في المعايير والتعامل الانتقائي من ادانات وعقوبات واعمال انتقامية لبعض اعمال القتل وايجاد تبريرات والتسامح مع عمليات قتل اخرى. فعندما قتل مؤخرا ١٢٠ مواطن فرنسي في باريس قامت الدنيا ولم تقعد وتوحد اقطاب النظام الرأسمالي العالمي للانتقام من مقترفي هذه الجريمة فأقاموا التحالفات وحشدوا القوات وشنوا الغارات. ولكن عندما قتل الآلاف بل مئات الالاف في افغانستان، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، مانيمار، رواندا، نجيريا، افريقيا الوسطى وغيرها من بلدان العالم الفقيرة فلم يستحق ذلك سوى بعض السطور في الصفحات الداخلية للجرائد أو بعض اللحظات في نشرات الاخبار في القنوات الفضائية العالمية.
هذه الحالة المأساوية السائدة على الصعيد العالمي سارية المفعول على صعيدنا المحلي الصغير. فبينما يسقط الشهداء من رجال ونساء واطفال بشكل يومي في القدس والخليل وباقي مدن وقرى الضفة الغربية، هذا ناهيك عن عمليات القتل الجماعي في غزة، يكاد ذلك لا يحرك ساكنا لا على الصعيد المحلي ولا على الصعيد الدولي. بينما عندما يقتل اثنان في تل ابيب تقوم الدنيا ولا تقعد، لأن تل ابيب من أخوات باريس ولا تمت بصلة لبغداد أو دمشق أو بيروت. وعلى العالم اجمع، وعلى رأسهم فلسطينيي هذه البلاد المتهمين دوما، مطالبين باستنكار هذه العملية. هكذا يصرح رئيس الحكومة الاسرائيلية من موقع الحدث: "والان اتوقع من كل اعضاء الكنيست العرب من غير استناء استنكار الفتل من غير تلعثم ومن غير فذلكة كلامية". ويسارع هؤلاء فرادى ومجتمعين ومن خلال اعلى هيئة تمثيلية تضمهم بتصريح صادر عن لجنة المتابعة: "ترفض لجنة المتابعة لقضايا الجماهير العربية العمل الاجرامي الذي وقع في مقهى في تل ابيب، وتؤكد انه يستحق كل استنكار، فهو يتعارض من حيث الجوهر، مع طريق نضالنا الديمقراطي والشرعي، الذي اختارته الجماهير العربية بكل تياراتها، وهذه الجريمة تشكل خروجا قاسيا جدا عن طريق النضال العادل من اجل تحقيق حقوق الجماهير العربية، كما انها تشمل هدية للمحرضين الدائمين ضد جماهيرنا".
يا له من موقف اخلاقي مهترئ ومنافق.
القضية هنا ليست اذا كنت تؤيد مثل هذه العمليات أو تعارضها بل هي اعمق من ذلك وابعد بكثير. انها هي الاخرى قضية اخلاقية من الدرجة الاولى. هل يحق لمن لا يخضع لقيمة اخلاقية أن يطالب غيره باستنكار عمل ما باسم هذه القيمة الاخلاقية؟وهل يحق لمن يفسر القيم الاخلاقية على هواه ان يفرض تقسيره على غيره؟ بالنسبة لنتنياهو، كما صرح مرارا، لا يوجد هناك أية مقارنة بين الارهاب "اليهودي" والارهاب "العربي". فالاول اذا وجد فهو محدود جدا وبمكن تفهمه والتسامح معه، وهو على حد زعمه مدان من قبل الحكومة ومن قبل المواطنين اليهود. أما الارهاب الثاني فهو عام وشامل ويحظى بتأييد معظم العرب لذلك يجب ملاحقته ومحاربته. بالنسبة لنتنياهو، ولباقي الزعامة الاسرائيلية من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار الصهيوني، لا يوجد شيء اسمه مقاومة فلسطينية بل يوجد ارهاب فلسطيني فحسب. وبالتالي لا يوجد مقاومون فلسطينيون بل يوجد فقط ارهابيون ومخربون يحق قتلهم بل يجب قتلهم أو في احسن الاحوال زجهم في السجون. لم يكن من باب الصدفة أن يصطحب نتنياهو في زيارته لموقع العملية في تل ابيب وزير الامن الداخلي والمفتش العام للشرطة ويصرح : بأنه لن يقبل بوجود دولة داخل دولة: دولة "حضارية" تحترم القانون تشمل الاغلبية اليهودية ودولة خارجة عن القانون تشمل الاقلية العربية وان سياسته القادمة سوف تركز على فرض القانون وهذا هو دور الشرطة واجهزة الامن الاخرى.
في تصريحها الاخير ترقص لجنة المتابعة على اللحن الذي تعزفه الاوركسترا التي يقودها نتياهو. وبما أن اللحن نشاز ويثير الاشمئزاز جاءت الرقصة مجرد تخبط ودوس على اقدام الراقصين. اذا كانت عملية تل ابيب تشكل، على حد هذا التصريح، "هدية للمحرضين الدائمين ضد جماهيرنا" فإن استنكارها يشكل جائزة مقدمة مجانا لهؤلاء المحرضين.
ارهاب الدولة هو الارهاب الحقيقي الوحيد الذي يسود منطقتنا. الارهاب الذي يشنه الجيش "الاكثر اخلاقية" في العالم، الجيش المدجج بالاسلحة الاكثر "طهارة" في العالم والذي يفرض الاحتلال الاكثر "ديمقراطية وانسانية" في العالم.
حقا يهزأ التاريخ من قيمه الاخلاقية.

1 comment:

karera said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .