العرب
قادمون العرب قادمون
علي
زبيدات – سخنين
"سلطة
اليمين في خطر. المصوتون
العرب يتحركون بكميات هائلة الى صناديق
الانتخابات. الجمعيات
اليسارية تنقلهم بالحافلات.
اخرجوا إلى صناديق
الاقتراع. احضروا
اصدقائكم وعائلاتكم وصوتوا لليكود وقلصوا
الفجوة. بعونكم
وبعون الله سنشكل حكومة قومية تحافظ على
دولة اسرائيل".
هذا
ما قاله نتنياهو بالحرف الواحد لاتباعه
ومؤيديه. الآن،
تصوروا أن رئيس حكومة أو رئيس دولة أو
رئيس حزب سياسي في أي مكان في العالم
استعمل هذه العبارات في دعايته الانتخابية
بعد أن غير كلمة "العرب"
بكلمة"
اليهود"،
ماذا ستكون ردود الفعل وماذا ستكون
النتائج؟ اترك الاجابة على هذا السؤال
لكل واحد فيكم.
في
كتابه" كفاحي"
كتب ادولف هتلر
عام ١٩٢٦:” تحاول
الدعاية فرض المذهب على الشعب كله...
دعاية تعمل على
موقف الجماهير وتنطلق من فكرة تجعل الجمهور
مهيئا لتقبل هذه الفكرة".
(لم اقرأ كتاب
كفاحي، الاقتباس مأخوذ من موسوعة
الهولوكوست).
دعاية
نتنياهو في الساعات الاخيرة هي تطبيق
لنظرية هتلر هذه بحذافيرها.
لمثل هذه الدعاية
يوجد اسم واحد متعارف عليه في العالم
باسره:الفاشية.
بل الفاشية بحلتها
الكلاسيكية النازية. كانت
جريدة الحزب النازي، دير شتيرمر (المهاجم)
تكتب في اسفل
اعدادها:"اليهود
هم حظنا السيئ". اليوم
يستطيع نتنياهو، بنيت وليبرمان أن يكتبوا
وهم مطمئنين في اسفل جرائدهم:
“ العرب هم حظنا
السيئ".
لم
يهزم اليمين الصهيوني"
المتطرف"،
كل ما هنالك انه اعاد ترتيب صفوفه واعادة
توزيع الاصوات على مركباته واصبح اقوى.
بينما فشل اليمين
الصهيوني" المعتدل"
والذي يسمى مجازا
بالوسط واليسار في أن يشكل بديلا لانه
يقلد اليمين المتطرف في كل شيء ويتكلم
لغته. كل
ما فعله الناخب الاسرائيلي هو انه فضل
الاصل على التقليد.
المشكلة
ليست ولم تكن في يوم من الايام مسألة اشخاص
يمكن تبديلهم من خلال انتخابات "ديمقراطية"
أو كما كان يردد
رئيس القائمة المشتركة:”
ارسال اليمين الى
الصفوف الخلفية للمعارضة".
اننا أمام كيان
استيطاني تجري في عروقه سموم العنصرية
من رأسه إلى اخمص قدميه.
الديمقراطية التي
تتيح دعايات من هذا النوع هي ليست ديمقراطية
بل هي اسوأ من أي نظام استبدادي، انها
فاشية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
في انتظارنا العديد
من قوانين نيرنبرغ العنصرية الاضافية
وأمامنا ليال عديدة، وليس ليلة واحدة،
من ليالي الكريستال.
ما
اردت توضيحه في كل ما كتبته عن انتخابات
الكنيست، للجماهير الفلسطينية الواهمة
أولا وللجماهير اليهودية ثانيا وللعالم
بأسره ثالثا أن هذه النظام لا يمكن مقارعته
أو حتى التعامل الطبيعي معه من داخل جدران
الكنيست. من
الغباء أن تلعب لعبة، ولا اريد أن اقول
أن تخوض معركة، في ملعب الخصم حسب القوانين
والشروط التي يضعها هذا الخصم.
عندما دافعنا عن
موقف مقاطعة انتخابات الكنيست كان هذا
التصور نصب اعيننا: الكنيست
ليس برلمانا ديمقراطيا وانتخابات الكنيست
ليست وسيلة ديمقراطية للنضال والتغيير.
نتائج الانتخابات
كفيلة بأن تعيد من كان محلقا في فضاء
الاوهام ليضع قدميه مرة اخرى على ارض
الواقع، وان يدأ بالتفكير كيف ينقل معركته
الى مكانها الطبيعي بين الجماهير.
قد
يقول البعض أن القائمة المشتركة حققت بعض
احلامها واصبحت القوة الثالثة.
صحيح، من حيث الكم
فقط، ولكني لا اخجل من تكرار ما كتبته في
مرة سابقة، تبقى الاخيرة من حيث القوة
والتأثير. لقد
آن الاوان بعد الاحتفال بهذا "النصر"
أن يصحو المحتفلون
ويدركوا انه كان مجرد حلم.
فاليمين لم يتزحزح
قيد انملة والبديل "اليساري"
ممثلا بالمعسكر
الصهيوني قد خيب الآمال.
الكنيست
ليست أهم مؤسسة، بصفتها السلطة التشريعية
لكيان استعماري غاصب، فحسب بل هي ايضا
افضل واذكى وسيلة لضمان استمرار واستقرار
هذا الكبان بما تبثه من غبار "ديمقراطي"
في عيون الجماهير
المسحوقة. لنغسل
الغبار عن وجوهنا ونتابع المسيرة.