أخف
الشرين ليس رئيسي
علي
زبيدات – سخنين
من
يريد أن يعرف ايهما أخف/أثقل
هذا الجسم أم ذاك فهناك الميزان.
ومن يريد أن يعرف
درجة حرارته مرتفعة ام منخفضة فهناك
ميزان للحرارة. وهناك
ميازين ومقاييس للزمن والمسافة والطاقة
والضغط وغيرها من الامور.
ولكني في السياسة
لم استطع حتى الان أن افهم أي ميزان أو
مقياس يمستعمل عندما يقولون يجب اختيار
أو انتخاب أخف الشرين.
عادت
هذه المسألة وطفت على السطح بعد الاعلان
عن المرشحين الستة لرئاسة دولة اسرائيل.
وقد لخصها رئيس
تحرير جريدة حديث الناس في مقاله بعنوان
"أخف
الشرين". بالنسبة
له، وربما بالنسبة للكثيرين غيره بما
فيهم معظم اعضاء الكنيست العرب، أخف
الشرين هو بنيامين بن اليعيزر والذي يحمل
أيضا الاسم العربي فؤاد.
حسب رأي الكاتب
يستطيع النواب العرب اذا ما اتخذوا موقفا
موحدا حسم هوية المرشح وفؤاد هذا هو الاقرب
لتلبية طلباتهم. استغلال
هذه "الفرصة"
من شأنه "منح
حقنة معنوية تعزز قوتهم ومكانتهم في مجمل
عملهم داخل الكنيست مثلما يعزز مكانة
جمهورهم ايضا معنويا".
أنا طبعا ومثلي
نصف المجتمع الفلسطيني لسنا من جمهورهم
لاننا مقاطعين لانتخابات الكنيست، ولكني
لا افهم كيف انتخاب فؤاد بن اليعيزر سوف
يعزز من معنويات مصوتي الجبهة أو التجمع
او الحركة الاسلامية؟ هل تعززت معنوياتكم
عندما انتخب معظم ممثيلكم شمعون بيرس قبل
سبعة اعوام؟ وهل تعززت معنوياتكم قبل ذلك
بسبع سنوات عندما صوتوا للرئيس المغتصب
موشي كتساب؟
اذا
كان فؤاد بن اليعيزر هو أخف الشرين فهذا
يعني أن الشر الآخر الاثقل هو روبي ريفلن
لأن للمرشحين الاربعة الآخرين لا أمل في
الوصول الى المنافسة النهائية.
وبما انه كما اوضحت
آنفا لا يوجد هناك ميزان موضوعي لقياس
خفة أو ثقل الشر فلا غرابة أن يستعمل
الكثيرون ميزانهم الذاتي المشكوك في
مصداقيته والذي يقول في هذه الحالة أن
ريفلين هو يميني متطرف بينما بن اليعيزر
هو يساري معتدل (ليكود
– حزب عمل) . الاول
من انصار ارض اسرائيل الكاملة اما الثاني
فهو من انصار ما يسمى "حل
وسط اقليمي". كون
بن اليعيزر مجرم حرب مسؤول عن قتل مئات
الاسرى المصريين بدم بارد وتدمير مخيم
جنين ونابلس والمقاطعة فيما يسمى بعملية
السور الواقي بقيادة الثلاثي شارون –
فؤاد – موفاز يبدو انه لا يلعب دورا ذو
اهمية في هذا الميزان.
من
يتابع توجهات الصحافة العربية المحلية
يرى بوضوح أن كفة الميزان تميل لصالح بن
اليعايزر، فهذا بسام جابر صاحب بانوراما
يفتح صحيفته وموقعة امام بن اليعيزر
ويستضيفه في بيث تلفزيوني حي ومباشر،
وصحيفة الصنارة تدعو النواب العرب بخجل
"موضوعي"
أن يضعوا نصب اعينهم
مستقبل ومكانة العرب في هذه الدولة ومواصلة
العملية السلمية وتنفرد بمقابلة مع بن
اليعيزر لتوضيح من هو المقصود وصحيفة
حديث الناس من خلال مقالة رئيس تحريرها
تصب في الغاية ذاتها. بينما
خصصت صحيفة كل العرب لاعتبارتها الخاصة
مساحة اوسع للمرشح الآخر روبي ريفلين.
لم
يحسم النواب العرب الذين ادلوا بتصريحات
حول هذا الموضوع موقفهم النهائي بعد.
ولكنهم اكدوا جميعا
على ضرورة وأهمية المشاركة الفعالة في
التصويت وأن الامر ما زال قيد النقاش
الداخلي والتشاور مع الاعضاء الاخرين
والتربص لاقتناص فرصة أفضل.
طبعا لا اتوقع أن
يقوم أحد النواب العرب ويقول:
لقد رزت المرشحين
ووجدتهما متساويين في الشر لذلك لن أختار
أحدهم ليكون رئيسي.
يستطيع
كل نائب التصويت للمرشح الذي يعجبه ويختار
الرئيس الذي يحبه قلبه، ولكن رجاء أن
تفعلوا ذلك باسمكم وربما باسم الذين
انتخبوكم واوصلوكم الى شرف المشاركة في
اختيار رئيس الدولة، ولكن لا تفعلوا ذلك
باسم الجماهير الفلسطينية ومن أجل خدمة
المجتمع العربي وقضية الاسرى وباقي
الشعارات. حيث
يوجد هناك قسم كبير من الجماهير الفلسطينية
لا يعترفون بهذا الرئيس كرئيسهم ولا تتوقع
ولا تطلب أية خدمة منه، وقضية الاسرى
وحريتهم غير مشروطة بعفو صادر عنه.
واخيرا
اقول لمروجي نظرية عدم وجود متسع من
الخيارات وبالتالي يجب اختيار أهون الشرين
هناك دائما خيار ثالث وهو رفض كلا الشرين.
الرئيس الذي تنتخبه
الكنيست بغض النظر من يكون ليس رئيسي.
No comments:
Post a Comment