الاحتجاجات
في الضفة الغربية بين الاحتواء والتصعيد؟
أنا
مع المبدأ الذي يقول:
المظاهرة جيدة
ولكن الاضراب العام أفضل.
الانتفاضة
جيدة ولكن الثورة أفضل.
والافضل على
الاطلاق هو استعمال كافة هذه الاساليب
النضالية بشكل خلاق وبانسجام حتى يتم
تحقيق المطالب المشروعة للجماهير المنتفضة.
شهدت الضفة
الغربية في الايام الاخيرة عدة مظاهرات
تطورت في بعض الاماكن الى مواجهات مع قوات
الامن وشهدت اضرابا عاما شمل بعض القطاعات
وهذا بحد ذاته أمر جيد وفي الاتجاه الصحيح.
ولكن هذه
المظاهرات والاضرابات لم تتطور لتصل الى
مستوى الانتفاضة وبالطبع ما زلنا بعيدين
عن الثورة.
هذه الاساليب
النضالية ليست فوق النقد بل العكس هو
الصحيح: يجب
اخضاعها لعملية نقد بناء وجريء لأن ذلك
هو الضمان الوحيد للمضي بها قدما.
قرأت
بعض الآراء الصادرة عن شخصيات أو مؤسسات
وطنية تقول:
إن الاحتلال
هو المسؤول الاول والوحيد عن الاوضاع
الاقتصادية المتردية في الضفة وعن غلاء
الاسعار خصوصا في الوقود.
بمعنى معين،
هذا الكلام صحيح تماما ولكن أن يصل الى
تبرئة حكومة سلام فياض والسلطة الفلسطينية
بأكملها فهذا كلام آخر وغير صحيح.
معروف للجميع
أن الاحتلال الاسرائيلي مستمر بفضل
الحكومة والسلطة وليس رغما عنها.
وللأسف الشديد
أصبح من يريد مقاومة الاحتلال حقا فلا بد
له الا أن يصطدم أولا بالحكومة والسلطة
الفلسطينيتين.
ويقول بعض
المعدودين على المعسكر الوطني أيضا:
أن المشكلة
تكمن في اتفاقية باريس المجحفة ويطالب
بمراجعة بنود هذه الاتفاقية بعد مرور ١٨
سنة على توقيعها.
وقد نسي هولاء
أو تناسوا أن اتفاقية باريس الاقتصادية
هي جزء لا يتجزأ من اتفاقية أوسلو فلماذا
لا يطالبون بمراجعة كافة بنود أوسلو؟
أعلن
رئيس السلطة الفلسطينية منذ البداية
لتزام السلطة بحرية الرأي والتعبير وأضاف:
إن رياح الربيع
العربي بدأت تهب على فلسطين.
ولكن سرعان ما
تبين أن حرية الرأي المقصودة محدودة
الضمان وسرعان ما تحولت في أعين القوى
الامنية الى تخريب واعمال شغب وهكذا كان
لا بد من قمعها وفي حالات عديدة بمساعدة
قوات الاحتلال.
رئيس السلطة
كرر موقفه المعروف:
لا بديل عن
المفاوضات ولن تكون هناك انتفاضة جديدة
مهما كانت نتائج هذه المفاوضات ومهما
كانت سياسة الاحتلال.
لحسن الحظ أن
هذا الامر ليس منوطا بالرئيس ولا بدولة
الاحتلال بل هو منوط حصرا بالسواعد
المناضلة ومستوى وعيها، وهناك احتمال أن
تنفجر الانتفاضة في كل لحظة.
وقد شعرت دولة
إسرائيل بذلك قبل السلطة الفلسطينية حيث
أوصت قوى الامن الاسرائيلية بتحويل
مساعدات فورية للسلطة، وفعلا في اليوم
التالي أعلنت الحكومة الاسرائيلية تحويل
مبلغ ٢٥٠ مليون شيكل للسلطة كدفعة أولى
وأعلنت الدول المانحة عقد مـؤتمر خاص
الاسبوع القادم في نيويورك لبحث أزمة
السلطة الفلسطينية.
اسرائيل
تريد اضعاف السلطة الفلسطينية وابقائها
في حالة تبعية وخضوع ولكنها لا تريد
انهيارها.
وهي مستعدة أن
تراجع وتعدل هنا وهناك بعض بنود اتفاقية
باريس وتنفذ ما تراه مناسبا ومفيدا لها
وتتملص من تنفيذ ما لا يلائمها.
وفي المقابل
تريد السلطة الفلسطينية التشبث بمكانها
وتفضل حالة الخضوع والتبعية على السقوط،
ففي نهاية المطاف يوجد هناك قطاع لا يستهان
به من المنتفعين الذين لا يستطيعون العيش
بدون استمرار الاحتلال بشكل أو بآخر.
عندما
يصل النضال الفلسطيني الى نقطة تحول فسوف
تختار هذه السلطة الوقوف تماما وبشكل
علني ومباشر الى جانب الاحتلال.
اليوم يحولون
بعض الاموال لاسكات الاوجاع ولكن غدا سوف
يزودون القوى الامنية بالاسلحة لقمع
نضالات الجماهير وسوف يبلغ التنسيق الأمني
ذروته.
ما
أريد أن أقوله هنا أنه لا يمكن الفصل بين
الاحتلال وبين ادواته المحلية ولا يمكن
تجزئة اتفاقية اوسلو المجحفة، قبول بعضها
ورفض بعضها الآخر.
المطلوب
هو دحر الاحتلال وليس التعايش معه، المطلوب
هو اسقاط اتفاقيات أوسلو وليس مراجعة بعض
بنودها، المطلوب هو اسقاط سلطة أوسلو
وليس ترميمها.
من
المظاهرة إلى الاضراب إلى الانتفاضة إلى
الثورة وحتى النصر.
No comments:
Post a Comment