هل إسرائيل دولة فاشية؟
علي زبيدات – سخنين
جوابي على هذا السؤال بدون لف أو دوران هو نعم. إسرائيل دولة فاشية من اليوم الأول لقيامها بل ومن قبل قيامها أيضا عندما كانت في طورحركة كولونيالية تسمى الحركة الصهيونية. يأتي هذا الموقف الواضح والصريح والمباشر على عكس ما يقوله عصام مخول، الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي، في مقالة نشرها على موقع الجبهة بعنوان:"خطر الفاشية والأزمة الاقتصادية". من حيثيات المقالة، وكما يشير العنوان أيضا يتخذ مخول موقفا وسطيا: من جهة يوجد هناك خطر داهم قد يحول دولة إسرائيل إلى دولة فاشية، ولم يعد هذا موقف الشيوعيين الإسرائيليين فحسب بل أصبح موقف اليسار الصهيوني والعديد من اللبراليين أيضا. ومن جهة أخرى يرفض القول الذي يجزم بأن الفاشية باتت هنا. وأن السياسة الرجعية والعنصرية للحكومة خصوصا اتجاه الشعب الفلسطيني لا تكفي لأن تدمغ الدولة ككل بأنها دولة فاشية.
في الحقيقة يردد مخول الموقف الذي تبنته الأوساط التحريفية والانتهازية في الحركة الشيوعية العالمية إزاء الحركات الفاشية التي اكتسحت أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي. يمكن تلخيص هذا الموقف بما يلي: هناك خطر داهم للفاشية ولكن هذا الخطر ما زال بعيدا. عواقب هذا الموقف الوسطي الوخيمة معروفة للجميع حيث كان هؤلاء الشيوعيون التحريفيون أول من سحقتهم الفاشية المنتصرة في ايطاليا وألمانيا ومن ثم في اسبانيا. طبعا كان هناك شيوعيون ثوريون طالبوا بالتصدي الفوري والحازم للفاشية وهي في مهدها وضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك ولكن التيار الانتهازي كان هو المسيطر وهذا التيار هو الذي سمي فيما بعد بالشيوعية الأوروبية الذي خان الثورة العمالية وتبنى سياسة التعايش السلمي بين الرأسمالية والشيوعية وفي كثير من الدول شكل أنصار هذا التيار الجناح اليساري للأحزاب البرجوازية وشاركوا في الحكم. الحزب الشيوعي الإسرائيلي هو جزء من هذه المنظومة وهو يعيش في حالة تناقض بين نظرته إلى نفسه كحزب عمالي وبين واقعه كاحتياط لليبرالية الرأسمالية.
مبدئيا أنا أقبل التعريف الكلاسيكي الذي صاغه القائد الشيوعي البلغاري ديمتروف للمؤتمر السابع للكومنتيرن معرفا الفاشية بأنها" ديكتاتورية إرهابية تقودها العناصر الأكثر رجعية والأكثر قومية والأكثر استعمارية في النظام الرأسمالي". بالرغم من أن هذا التعريف يبقى ناقصا فهو لا يتطرق إلى البعد الثقافي والتربوي والاجتماعي للفاشية. على كل حال، دعونا نطبق هذا التعريف على دولة إسرائيل، من يقود هذه الدولة؟ أليست العناصر الأكثر رجعية؟ التي أغرقتنا بوابل من "القوانين" الرجعية التي يخجل منها حتى موسوليني نفسه؟ أليست العناصر الأكثر قومية التي تعتبر نفسها شعبا مختارا وتتعامل مع باقي الشعوب، وليس الشعب الفلسطيني فحسب، باعتبارها أكثر دونية؟ أليست هذه العناصر الأكثر استعمارية أيضا وهي التي لم تكتف بما نهبته عام النكبة ولكنها مستمرة في بناء المستعمرات في كل بقعة ممكنة من فلسطين؟
لو أسعفنا الرفيق مخول وأخبرنا متى حسب رأيه سوف تجتاز دولة إسرائيل مرحلة خطر الفاشية وتدخل في الفاشية نفسها؟ أعندما ترحل ما تبقى من الفلسطينيين عن أراضيهم وكأنه لا يكفي تشريد أكثر من نصفه ووقوع النصف الآخر تحت الاحتلال؟ أو عندما تشن إسرائيل حربا نووية على إيران لأن الحرب على لبنان وعلى قطاع غزة ليست سوى لعب صبيان؟
جذور الفاشية الإسرائيلية يعود إلى ما قبل قيام الدولة، وهذا ليس ما أقوله أنا بل ما يقوله العديد من المؤرخين اليهود. لقد أسس جابوتنسكي الحركة الصهيونية التنقيحية وهو يضع أمامه مثل الحزب الفاشي الإيطالي حتى أنه طلب من أنصاره أن ينادوه دوتشه على غرار موسوليني. وتبنى جميع المقومات الفاشية من اعتبار الدولة القائمة على الشوفينية القومية مثلا أعلى مرورا بتقييد حريات الفرد واضطهاد الأقليات وحتى النزعة العسكرية وشن الحروب التوسعية والاستيطان. هذا الشق الفاشي المكشوف هو الذي يقود إسرائيل اليوم. حزب الليكود وباقي الأحزاب اليمينية من حوله هم الأحفاد الشرعيين للصهيونية التنقيحية الفاشية التي أسسها جابوتنسكي واستمرت مع بيغن وشمير حتى استلمها نتنياهو وزمرته. هذا لا يعني أن الشق الآخر، العمالي، الاشتراكي كان بعيدا عن الفاشية. الفرق في المظهر وليس في الجوهر. القناع ليبرالي، عمالي واشتراكي ولكن الجوهر فاشي.
وأنا أستغرب، أو ربما لا يوجد مكان للاستغراب، كيف يعتبر مخول تشيلي والأرجنتين واسبانيا والبرتغال واليونان في سنوات السبعين دولا فاشية ويصدر صك براءة لدولة إسرائيل.
في النهاية فأنا اتفق في نقطة مع مخول وهي أن الفاشية الإسرائيلية ( وليس مجرد خطرها) لن توجه ضد الشعب الفلسطيني فحسب بل سوف تطول حركات الاحتجاج اليهودية والأحزاب اليسارية حتى الصهيونية منها. الفاشية تعني الحرب فهل بقي هناك من يحارب الفاشية؟
علي زبيدات – سخنين
جوابي على هذا السؤال بدون لف أو دوران هو نعم. إسرائيل دولة فاشية من اليوم الأول لقيامها بل ومن قبل قيامها أيضا عندما كانت في طورحركة كولونيالية تسمى الحركة الصهيونية. يأتي هذا الموقف الواضح والصريح والمباشر على عكس ما يقوله عصام مخول، الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي، في مقالة نشرها على موقع الجبهة بعنوان:"خطر الفاشية والأزمة الاقتصادية". من حيثيات المقالة، وكما يشير العنوان أيضا يتخذ مخول موقفا وسطيا: من جهة يوجد هناك خطر داهم قد يحول دولة إسرائيل إلى دولة فاشية، ولم يعد هذا موقف الشيوعيين الإسرائيليين فحسب بل أصبح موقف اليسار الصهيوني والعديد من اللبراليين أيضا. ومن جهة أخرى يرفض القول الذي يجزم بأن الفاشية باتت هنا. وأن السياسة الرجعية والعنصرية للحكومة خصوصا اتجاه الشعب الفلسطيني لا تكفي لأن تدمغ الدولة ككل بأنها دولة فاشية.
في الحقيقة يردد مخول الموقف الذي تبنته الأوساط التحريفية والانتهازية في الحركة الشيوعية العالمية إزاء الحركات الفاشية التي اكتسحت أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي. يمكن تلخيص هذا الموقف بما يلي: هناك خطر داهم للفاشية ولكن هذا الخطر ما زال بعيدا. عواقب هذا الموقف الوسطي الوخيمة معروفة للجميع حيث كان هؤلاء الشيوعيون التحريفيون أول من سحقتهم الفاشية المنتصرة في ايطاليا وألمانيا ومن ثم في اسبانيا. طبعا كان هناك شيوعيون ثوريون طالبوا بالتصدي الفوري والحازم للفاشية وهي في مهدها وضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك ولكن التيار الانتهازي كان هو المسيطر وهذا التيار هو الذي سمي فيما بعد بالشيوعية الأوروبية الذي خان الثورة العمالية وتبنى سياسة التعايش السلمي بين الرأسمالية والشيوعية وفي كثير من الدول شكل أنصار هذا التيار الجناح اليساري للأحزاب البرجوازية وشاركوا في الحكم. الحزب الشيوعي الإسرائيلي هو جزء من هذه المنظومة وهو يعيش في حالة تناقض بين نظرته إلى نفسه كحزب عمالي وبين واقعه كاحتياط لليبرالية الرأسمالية.
مبدئيا أنا أقبل التعريف الكلاسيكي الذي صاغه القائد الشيوعي البلغاري ديمتروف للمؤتمر السابع للكومنتيرن معرفا الفاشية بأنها" ديكتاتورية إرهابية تقودها العناصر الأكثر رجعية والأكثر قومية والأكثر استعمارية في النظام الرأسمالي". بالرغم من أن هذا التعريف يبقى ناقصا فهو لا يتطرق إلى البعد الثقافي والتربوي والاجتماعي للفاشية. على كل حال، دعونا نطبق هذا التعريف على دولة إسرائيل، من يقود هذه الدولة؟ أليست العناصر الأكثر رجعية؟ التي أغرقتنا بوابل من "القوانين" الرجعية التي يخجل منها حتى موسوليني نفسه؟ أليست العناصر الأكثر قومية التي تعتبر نفسها شعبا مختارا وتتعامل مع باقي الشعوب، وليس الشعب الفلسطيني فحسب، باعتبارها أكثر دونية؟ أليست هذه العناصر الأكثر استعمارية أيضا وهي التي لم تكتف بما نهبته عام النكبة ولكنها مستمرة في بناء المستعمرات في كل بقعة ممكنة من فلسطين؟
لو أسعفنا الرفيق مخول وأخبرنا متى حسب رأيه سوف تجتاز دولة إسرائيل مرحلة خطر الفاشية وتدخل في الفاشية نفسها؟ أعندما ترحل ما تبقى من الفلسطينيين عن أراضيهم وكأنه لا يكفي تشريد أكثر من نصفه ووقوع النصف الآخر تحت الاحتلال؟ أو عندما تشن إسرائيل حربا نووية على إيران لأن الحرب على لبنان وعلى قطاع غزة ليست سوى لعب صبيان؟
جذور الفاشية الإسرائيلية يعود إلى ما قبل قيام الدولة، وهذا ليس ما أقوله أنا بل ما يقوله العديد من المؤرخين اليهود. لقد أسس جابوتنسكي الحركة الصهيونية التنقيحية وهو يضع أمامه مثل الحزب الفاشي الإيطالي حتى أنه طلب من أنصاره أن ينادوه دوتشه على غرار موسوليني. وتبنى جميع المقومات الفاشية من اعتبار الدولة القائمة على الشوفينية القومية مثلا أعلى مرورا بتقييد حريات الفرد واضطهاد الأقليات وحتى النزعة العسكرية وشن الحروب التوسعية والاستيطان. هذا الشق الفاشي المكشوف هو الذي يقود إسرائيل اليوم. حزب الليكود وباقي الأحزاب اليمينية من حوله هم الأحفاد الشرعيين للصهيونية التنقيحية الفاشية التي أسسها جابوتنسكي واستمرت مع بيغن وشمير حتى استلمها نتنياهو وزمرته. هذا لا يعني أن الشق الآخر، العمالي، الاشتراكي كان بعيدا عن الفاشية. الفرق في المظهر وليس في الجوهر. القناع ليبرالي، عمالي واشتراكي ولكن الجوهر فاشي.
وأنا أستغرب، أو ربما لا يوجد مكان للاستغراب، كيف يعتبر مخول تشيلي والأرجنتين واسبانيا والبرتغال واليونان في سنوات السبعين دولا فاشية ويصدر صك براءة لدولة إسرائيل.
في النهاية فأنا اتفق في نقطة مع مخول وهي أن الفاشية الإسرائيلية ( وليس مجرد خطرها) لن توجه ضد الشعب الفلسطيني فحسب بل سوف تطول حركات الاحتجاج اليهودية والأحزاب اليسارية حتى الصهيونية منها. الفاشية تعني الحرب فهل بقي هناك من يحارب الفاشية؟
1 comment:
بالفعل دولة فاشية وينقص ناس مثلك يتجراون ان يبينوا حقيقة فاشية هذه الدولة!!
Post a Comment