الدم الفلسطيني ينتصر على الرصاص المصبوب
علي زبيدات – سخنين
في الذكرى الثالثة لحرب غزة التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي "الرصاص المصبوب".
للتذكير فقط: خلال 22 يوما من حرب الإبادة سقط حوالي 1500 شهيدا منهم 313 طفل و111 امرأة وجرح أكثر من 5000 جريح. هذا بالإضافة إلى آلاف البيوت التي دمرت بشكل كامل أو جزئي والتي لم تقتصر على بيوت السكن بل طالت المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز المدنية. اليوم الأول من هذه الحرب لوحده كان مجزرة رهيبة حسب كافة المعايير الدولية. مجزرة أضيفت إلى قائمة المجازر التي اقترفتها الصهيونية من دير ياسين إلى كفر قاسم وحتى صبرا وشاتيلا وقانا وجنين، حيث قتل في هذا اليوم جراء القصف الوحشي للطائرات الإسرائيلية حوالي 300 فلسطيني تبعثرت أشلاؤهم في الساحات والشوارع.
للتذكير فقط: استعملت إسرائيل في هذه الحرب ترسانتها العسكرية من طائرات أباتشي وطائرات F16 وطائرات F15 ودبابات المركيفاه والسفن الحربية والصواريخ وبعض الأسلحة المحرمة دوليا كالقنابل الفسفورية واليورانيوم المخفف ويا لسخرية الأقدار: هذه الأسلحة هي أسلحة "دفاعية" إذا ما قيست بصواريخ القسام التي جعلت منها وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية أخطر من أسلحة الدمار الشامل.
للتذكير فقط: ما زال خمسة ممن قادوا ونفذوا هذه جريمة طلقاء لا يحاسبهم أحد وهم: رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت ووزير الحرب ايهود براك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وقائد الجيش غابي أشكنازي وقائد المنطقة الجنوبية يوآف غلانس. ومهما حاولت الأمم المتحدة ومبعوثها الصهيوني جولدستون للتحقيق في هذه الجرائم تخفيف وتجميل الجرائم التي ارتكبت إلا أن النزر القليل الذي شمله التقرير كان كافيا لزج هؤلاء المجرمين سنوات طويلة في السجون.
للتذكير فقط: اقترفت هذه الجرائم أمام بصر وسمع عالم عاهر منافق قام بتزويد آلة الحرب الإسرائيلية بأعتى الأسلحة وقدم لها الدعم المادي والسياسي ودفع عنها التهم بأعذار ملفقة وجعل منها ضحية تدافع عن نفسها بينما تحولت الضحية إلى المجرم.
للتذكير فقط: انطلقت شرارة هذه الحرب من أكبر عاصمة عربية، من القاهرة عندما كانت ليفني تزور نظام مبارك البائد وتطلق التهديدات المحمومة ضد غزة. ولكن النظام المصري لم يكن النظام الوحيد المتواطئ مع العدوان الإسرائيلي. زمرة أوسلو التي تذرف الآن دموع التماسيح على الانقسام الذي أصاب شطري الوطن وتتباكى على الوحدة المغدورة كان لها هي الأخرى دور كبير في تأجيج نار الحرب ومواصلة العدوان حتى إسقاط سلطة حماس. أما باقي الدول العربية فقد أدانت العدوان لفظا ولكنها تواطأت معه فعلا. وبعدما توقفت أصوات المدافع قامت هذه الدول العربية منها والغربية بعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ سموه "المؤتمر لإعادة بناء غزة" وقد فاق كرم المؤتمرين كل وصف حيث خصصت لهذا الغرض خمسة مليارات دولار، ولكن على الورق فقط.
عندما نحيي الذكرى الثالثة لحرب غزة يجب ألا تغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة هذه الحقائق الدامغة. الجريمة مستمرة. الحصار بدأ قبل الحرب وها هو يستمر بعدها. إلا أن الرصاص المصبوب، مهما بلغت صلابته وشراسته نراه يذوب أمام الدم الفلسطيني النازف.
في هذه الذكرى لا بد من التأكيد على النقاط التالية:
أولا: مواصلة النضال من أجل كسر الحصار على غزة مرة واحدة وإلى الأبد. وكسر الحصار يعني إزالته نهائيا وليس تخفيفه أو تلطيفه. وهذا يتطلب المزيد من النضال والمزيد من التضحيات.
ثانيا: العمل بدون هوادة على تقديم مجرمي الحرب الذين اقترفوا جرائم ضد الإنسانية إلى المحاكمة وعلى رأسهم الخمسة المذكورين أعلاه.
ثالثا: التشبث بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها تحقيق العودة وتحرير الأرض المغتصبة وعدم التفريط بها مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسباب.
تستطيع الجماهير الفلسطينية المتواجدة في الأراضي المحتلة عام 1948 أن تغير موازين القوى وتقلب الواقع رأسا على عقب. ولكن للأسف وبسبب عجز وجبن قيادتها من لجنة المتابعة إلى الأحزاب السياسية وباقي المؤسسات كان رد هذه الجماهير فاترا. فقط عندما شارفت الحرب على نهايتها وتحت الضغط الشعبي وخوفا من الانفجار وفقدان السيطرة على الجماهير قامت هذه الزعامة بتنظيم مظاهرة النصف مليون في سخنين. التي أثبتت مرة أخرى جاهزية واستعداد الجماهير الشعبية لأخذ دورها في النضال من أجل كسر الحصار على غزة ولكن المصيبة أن القيادة غير جاهزة ولا أظن أنها سوف تكون جاهزة في يوم من الأيام.
في هذه الذكرى أدعو إلى تنظيم مسيرة مليونية تسير من شمال فلسطين حتى تصل إلى غزة ولا تتوقف إلا بعد أن تدوس الحصار الإسرائيلي تحت أقدامها.
علي زبيدات – سخنين
في الذكرى الثالثة لحرب غزة التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي "الرصاص المصبوب".
للتذكير فقط: خلال 22 يوما من حرب الإبادة سقط حوالي 1500 شهيدا منهم 313 طفل و111 امرأة وجرح أكثر من 5000 جريح. هذا بالإضافة إلى آلاف البيوت التي دمرت بشكل كامل أو جزئي والتي لم تقتصر على بيوت السكن بل طالت المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز المدنية. اليوم الأول من هذه الحرب لوحده كان مجزرة رهيبة حسب كافة المعايير الدولية. مجزرة أضيفت إلى قائمة المجازر التي اقترفتها الصهيونية من دير ياسين إلى كفر قاسم وحتى صبرا وشاتيلا وقانا وجنين، حيث قتل في هذا اليوم جراء القصف الوحشي للطائرات الإسرائيلية حوالي 300 فلسطيني تبعثرت أشلاؤهم في الساحات والشوارع.
للتذكير فقط: استعملت إسرائيل في هذه الحرب ترسانتها العسكرية من طائرات أباتشي وطائرات F16 وطائرات F15 ودبابات المركيفاه والسفن الحربية والصواريخ وبعض الأسلحة المحرمة دوليا كالقنابل الفسفورية واليورانيوم المخفف ويا لسخرية الأقدار: هذه الأسلحة هي أسلحة "دفاعية" إذا ما قيست بصواريخ القسام التي جعلت منها وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية أخطر من أسلحة الدمار الشامل.
للتذكير فقط: ما زال خمسة ممن قادوا ونفذوا هذه جريمة طلقاء لا يحاسبهم أحد وهم: رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت ووزير الحرب ايهود براك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وقائد الجيش غابي أشكنازي وقائد المنطقة الجنوبية يوآف غلانس. ومهما حاولت الأمم المتحدة ومبعوثها الصهيوني جولدستون للتحقيق في هذه الجرائم تخفيف وتجميل الجرائم التي ارتكبت إلا أن النزر القليل الذي شمله التقرير كان كافيا لزج هؤلاء المجرمين سنوات طويلة في السجون.
للتذكير فقط: اقترفت هذه الجرائم أمام بصر وسمع عالم عاهر منافق قام بتزويد آلة الحرب الإسرائيلية بأعتى الأسلحة وقدم لها الدعم المادي والسياسي ودفع عنها التهم بأعذار ملفقة وجعل منها ضحية تدافع عن نفسها بينما تحولت الضحية إلى المجرم.
للتذكير فقط: انطلقت شرارة هذه الحرب من أكبر عاصمة عربية، من القاهرة عندما كانت ليفني تزور نظام مبارك البائد وتطلق التهديدات المحمومة ضد غزة. ولكن النظام المصري لم يكن النظام الوحيد المتواطئ مع العدوان الإسرائيلي. زمرة أوسلو التي تذرف الآن دموع التماسيح على الانقسام الذي أصاب شطري الوطن وتتباكى على الوحدة المغدورة كان لها هي الأخرى دور كبير في تأجيج نار الحرب ومواصلة العدوان حتى إسقاط سلطة حماس. أما باقي الدول العربية فقد أدانت العدوان لفظا ولكنها تواطأت معه فعلا. وبعدما توقفت أصوات المدافع قامت هذه الدول العربية منها والغربية بعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ سموه "المؤتمر لإعادة بناء غزة" وقد فاق كرم المؤتمرين كل وصف حيث خصصت لهذا الغرض خمسة مليارات دولار، ولكن على الورق فقط.
عندما نحيي الذكرى الثالثة لحرب غزة يجب ألا تغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة هذه الحقائق الدامغة. الجريمة مستمرة. الحصار بدأ قبل الحرب وها هو يستمر بعدها. إلا أن الرصاص المصبوب، مهما بلغت صلابته وشراسته نراه يذوب أمام الدم الفلسطيني النازف.
في هذه الذكرى لا بد من التأكيد على النقاط التالية:
أولا: مواصلة النضال من أجل كسر الحصار على غزة مرة واحدة وإلى الأبد. وكسر الحصار يعني إزالته نهائيا وليس تخفيفه أو تلطيفه. وهذا يتطلب المزيد من النضال والمزيد من التضحيات.
ثانيا: العمل بدون هوادة على تقديم مجرمي الحرب الذين اقترفوا جرائم ضد الإنسانية إلى المحاكمة وعلى رأسهم الخمسة المذكورين أعلاه.
ثالثا: التشبث بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها تحقيق العودة وتحرير الأرض المغتصبة وعدم التفريط بها مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسباب.
تستطيع الجماهير الفلسطينية المتواجدة في الأراضي المحتلة عام 1948 أن تغير موازين القوى وتقلب الواقع رأسا على عقب. ولكن للأسف وبسبب عجز وجبن قيادتها من لجنة المتابعة إلى الأحزاب السياسية وباقي المؤسسات كان رد هذه الجماهير فاترا. فقط عندما شارفت الحرب على نهايتها وتحت الضغط الشعبي وخوفا من الانفجار وفقدان السيطرة على الجماهير قامت هذه الزعامة بتنظيم مظاهرة النصف مليون في سخنين. التي أثبتت مرة أخرى جاهزية واستعداد الجماهير الشعبية لأخذ دورها في النضال من أجل كسر الحصار على غزة ولكن المصيبة أن القيادة غير جاهزة ولا أظن أنها سوف تكون جاهزة في يوم من الأيام.
في هذه الذكرى أدعو إلى تنظيم مسيرة مليونية تسير من شمال فلسطين حتى تصل إلى غزة ولا تتوقف إلا بعد أن تدوس الحصار الإسرائيلي تحت أقدامها.