لا براك ولا نتنياهو ولا كنيست أصلا
بعد إنتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا لحزب الليكود إكتملت صورة الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقبلة. بل يعتبر هذا الانتخاب الطلقة الاولى في هذه المعركة الانتخابية والتي يستلوها العمل من الاطراف الرئيسية المشاركة على تقديم موعد الانتخابات. يبدو واضحا الان أن ايهود أولمرت رئيس الوزراء الراهن سوف يتنحى جانبا عن الحلبة السياسية أو انه في افضل الحالات سوف يلعب دورا ثانويا فحسب.
كل المؤشرات تشير الى ان المعركة الانتخابية القادمة سوف تكون بين المعسكر الذي يلتف حول حزب الليكود بزعامة نتنياهو وبين المعسكر الذي يلتف حول حزب العمل بزعامة ايهود براك. الامر الذي يذكرنا بالمعركة الانتخابية التي جمعت بينهما عام 1999 عندما كان إنتخاب رئيس الحكومة يجري بشكل مباشر. بالرغم من تغيير طريقة الانتخابات والعودة الى سابق عهدها إلا أن شخصية المتنافسين ما تزال هي الطاغية على هذه الانتخابات.
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه المواقف هو: ما الفرق بين نتنياهو وحزبه ومعسكره وبين براك وحزبه ومعسكره؟ وايهما أفضل؟
الناخب الاسرائيلي المتوسط يرى بالانتخابات القادمة صراعا بين تياريين على الصعيد السياسي والاجتماعي. وكما يصيغها بعض المحللين انها معركة على طابع الدولة وجوهرها. انها معركة بين معسكر اليسار والوسط الصهيونيين (المتعقل) وبين معسكر اليمين المتطرف والمتهور. بين المعسكر الليبرالي والاشتراكي المعتدل وبين معسكر الراسمالية المنفلت. هذا التحليل السطحي والسخيف ينطلي ليس فقط على اوساط واسعة من المواطنين اليهود بل أيضا على كافة الاحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست ويالتالي على اوساط واسعة من فلسطينيي الداخل. لسان حال الاحزاب العربية عندما يخاطب الجماهير الفلسطينية يقول: يجب أن تمنحونا ثقتكم وأصواتكم لأن ذلك من شأنه أن يعزز قوى السلام والديموقراطية في المجتمع الاسرائيلي.
هل هذه الصورة تعكس حقيقة هذين المعسكرين بشكل صادق وأمين؟
إسمعوا ما يقوله رئيس حزب العمل السابق أمير بيرتس عن خليفته في زعامة الحزب براك، وهو طبعا غير متهم بالتحيز لصالح الجماهير الفلسطينية: "إن براك لا يختلف عن بنيامين نتنياهو فهو مثله معاد للشؤون الاجتماعية". في الحقيقة لسنا بحاجة للإستشهاد بهذا الاقتباس للبرهنة على أن براك ونتنياهو توأمين في سياستهما الاقتصادية. كلاهما يدعي الحرص على محاربة الفقر ودعم الفئات الضعيفة في المجتمع ولكن أول ما يعملونه هو تقليص الميزانيات العامة. كلاهما من أنصار إقتصاد السوق المتوحش والمنفلت من عقاله ومع سياسة الخصخصة في جميع المجالات والنتيجة الحتمية لهذه السياسة هو إزدياد الاغنياء غنى والفقراء فقرا.
أما من الناحية السياسية(الامنية)، فإنهما يتنافسان من منهما الأفضل بفرض الاحتلال وتوسيع الاستيطان وقمع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الانسانية ومن الأفضل في فرض الحصار والحواجز والاغتيالات. ومن منهما الأفضل في سياسة فرق تسد وتسليح فئة فلسطينية وتحريضها لكي تقتل فئة أخرى. ومن منهما الأفضل في الانخراط بالمعسكر الامبريالي الامريكي وبسط نفوذه وهيمنته على العالم العربي من خلال تدمير بناه التحتية ونهب ثرواته الطبيعية وتمزيقه سياسيا وأجتماعيا.
يزعم براك بإنه قد تغيير وانه قد تعلم من أخطائه. حسنا جدا لقد راينا ماذا تعلم، فلم يعد يكتفي بقتل 13 متظاهرا عزل بل خلال الفترة القصيرة له كوزير دفاع يقوم بقتل مثل هذا العدد يوميا تقريبا في غزة والضفة الغربية. ايهود براك، رئيس الوزراء الاسرائيلي عام 1999 ألذي أغدق كرمه في كامب ديفيد على ياسر عرفات الجاحد للجميل وعرض عليه 95% من الاراضي الفلسطينية المحتلة على حد زعمه يصرح اليوم: على الفلسطينيين أن ينسوا أي انسحاب اسرائيلي في الخمس سنوات المقبلة.
من جهة أخرى يفتخر نتنياهو بأنه ما زال مخلصا لبرنامج الليكود القومي وإن كل حل سياسي سوف يبقى على المستوطنات كاملة ولن تكون هناك عودة لأي لاجئ اما القدس فهي العاصمة الابدية لدولة اسرائيل.
نعم، يجب على كل واحد منا أن يضع امام عينيه عدسة مكبرة لكي يرى الفوارق، إذا وجدت، بين براك ونتنياهو، بين الليكود وحزب العمل.
يبقى حزب العمل تاريخيا هو الاخطر على القضية الفلسطينية وذلك ليس بسبب دوره في صنع النكبة الفلسطينية وتشريد الشعب ونهب الارض فحسب بل ايضا بسبب مقدرته على خداع الجماهير الفلسطينية. من الاحصائيات الاخيرة يتضح أن عدد المنتسبين العرب لحزب العمل قد بلغ 65 الف منتسب بينما لم يصل هذا العدد في حزب الليكود لأكثر من 3500 منتسب.
الموقف الوطني الوحيد للجماهير الفلسطينية هو مقاطعة انتخابات الكنيست بشكل مبدئي شامل ومطلق. علينا أن نبدأ منذ اليوم بتشكيل لجان مقاطعة في كل قرية ومدينة. يجب أن يكون صوتنا واضحا وشامخا: لا لا لا لإنتخابات الكنيست.
بعد إنتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا لحزب الليكود إكتملت صورة الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقبلة. بل يعتبر هذا الانتخاب الطلقة الاولى في هذه المعركة الانتخابية والتي يستلوها العمل من الاطراف الرئيسية المشاركة على تقديم موعد الانتخابات. يبدو واضحا الان أن ايهود أولمرت رئيس الوزراء الراهن سوف يتنحى جانبا عن الحلبة السياسية أو انه في افضل الحالات سوف يلعب دورا ثانويا فحسب.
كل المؤشرات تشير الى ان المعركة الانتخابية القادمة سوف تكون بين المعسكر الذي يلتف حول حزب الليكود بزعامة نتنياهو وبين المعسكر الذي يلتف حول حزب العمل بزعامة ايهود براك. الامر الذي يذكرنا بالمعركة الانتخابية التي جمعت بينهما عام 1999 عندما كان إنتخاب رئيس الحكومة يجري بشكل مباشر. بالرغم من تغيير طريقة الانتخابات والعودة الى سابق عهدها إلا أن شخصية المتنافسين ما تزال هي الطاغية على هذه الانتخابات.
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه المواقف هو: ما الفرق بين نتنياهو وحزبه ومعسكره وبين براك وحزبه ومعسكره؟ وايهما أفضل؟
الناخب الاسرائيلي المتوسط يرى بالانتخابات القادمة صراعا بين تياريين على الصعيد السياسي والاجتماعي. وكما يصيغها بعض المحللين انها معركة على طابع الدولة وجوهرها. انها معركة بين معسكر اليسار والوسط الصهيونيين (المتعقل) وبين معسكر اليمين المتطرف والمتهور. بين المعسكر الليبرالي والاشتراكي المعتدل وبين معسكر الراسمالية المنفلت. هذا التحليل السطحي والسخيف ينطلي ليس فقط على اوساط واسعة من المواطنين اليهود بل أيضا على كافة الاحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست ويالتالي على اوساط واسعة من فلسطينيي الداخل. لسان حال الاحزاب العربية عندما يخاطب الجماهير الفلسطينية يقول: يجب أن تمنحونا ثقتكم وأصواتكم لأن ذلك من شأنه أن يعزز قوى السلام والديموقراطية في المجتمع الاسرائيلي.
هل هذه الصورة تعكس حقيقة هذين المعسكرين بشكل صادق وأمين؟
إسمعوا ما يقوله رئيس حزب العمل السابق أمير بيرتس عن خليفته في زعامة الحزب براك، وهو طبعا غير متهم بالتحيز لصالح الجماهير الفلسطينية: "إن براك لا يختلف عن بنيامين نتنياهو فهو مثله معاد للشؤون الاجتماعية". في الحقيقة لسنا بحاجة للإستشهاد بهذا الاقتباس للبرهنة على أن براك ونتنياهو توأمين في سياستهما الاقتصادية. كلاهما يدعي الحرص على محاربة الفقر ودعم الفئات الضعيفة في المجتمع ولكن أول ما يعملونه هو تقليص الميزانيات العامة. كلاهما من أنصار إقتصاد السوق المتوحش والمنفلت من عقاله ومع سياسة الخصخصة في جميع المجالات والنتيجة الحتمية لهذه السياسة هو إزدياد الاغنياء غنى والفقراء فقرا.
أما من الناحية السياسية(الامنية)، فإنهما يتنافسان من منهما الأفضل بفرض الاحتلال وتوسيع الاستيطان وقمع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الانسانية ومن الأفضل في فرض الحصار والحواجز والاغتيالات. ومن منهما الأفضل في سياسة فرق تسد وتسليح فئة فلسطينية وتحريضها لكي تقتل فئة أخرى. ومن منهما الأفضل في الانخراط بالمعسكر الامبريالي الامريكي وبسط نفوذه وهيمنته على العالم العربي من خلال تدمير بناه التحتية ونهب ثرواته الطبيعية وتمزيقه سياسيا وأجتماعيا.
يزعم براك بإنه قد تغيير وانه قد تعلم من أخطائه. حسنا جدا لقد راينا ماذا تعلم، فلم يعد يكتفي بقتل 13 متظاهرا عزل بل خلال الفترة القصيرة له كوزير دفاع يقوم بقتل مثل هذا العدد يوميا تقريبا في غزة والضفة الغربية. ايهود براك، رئيس الوزراء الاسرائيلي عام 1999 ألذي أغدق كرمه في كامب ديفيد على ياسر عرفات الجاحد للجميل وعرض عليه 95% من الاراضي الفلسطينية المحتلة على حد زعمه يصرح اليوم: على الفلسطينيين أن ينسوا أي انسحاب اسرائيلي في الخمس سنوات المقبلة.
من جهة أخرى يفتخر نتنياهو بأنه ما زال مخلصا لبرنامج الليكود القومي وإن كل حل سياسي سوف يبقى على المستوطنات كاملة ولن تكون هناك عودة لأي لاجئ اما القدس فهي العاصمة الابدية لدولة اسرائيل.
نعم، يجب على كل واحد منا أن يضع امام عينيه عدسة مكبرة لكي يرى الفوارق، إذا وجدت، بين براك ونتنياهو، بين الليكود وحزب العمل.
يبقى حزب العمل تاريخيا هو الاخطر على القضية الفلسطينية وذلك ليس بسبب دوره في صنع النكبة الفلسطينية وتشريد الشعب ونهب الارض فحسب بل ايضا بسبب مقدرته على خداع الجماهير الفلسطينية. من الاحصائيات الاخيرة يتضح أن عدد المنتسبين العرب لحزب العمل قد بلغ 65 الف منتسب بينما لم يصل هذا العدد في حزب الليكود لأكثر من 3500 منتسب.
الموقف الوطني الوحيد للجماهير الفلسطينية هو مقاطعة انتخابات الكنيست بشكل مبدئي شامل ومطلق. علينا أن نبدأ منذ اليوم بتشكيل لجان مقاطعة في كل قرية ومدينة. يجب أن يكون صوتنا واضحا وشامخا: لا لا لا لإنتخابات الكنيست.