تقرير لجنة فينوغراد: اعتراف إسرائيلي رسمي بالهزيمة
قمة الرياض: إنكار عربي رسمي لانتصار المقاومة
قال زعيم الثورة الصينية ماو تسي تونغ:"الهزيمة أم الانتصار". وقد استنتج مقولته هذه من خلال الحرب الثورية طويلة الأمد التي خاضها الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني خلال أكثر من 30 عاما ضد الإقطاع وأمراء الحرب المحليين وضد الامبريالية اليابانية وحلفائها الغربيين. هذه الحرب التي كانت حافلة بالتضحيات الجسيمة وبالهزائم العديدة التي تحولت في ظل القيادة الثورية الحكيمة إلى انتصار عظيم غير ليس وجه الصين وآسيا فحسب بل وجه العالم الحديث بأسره أيضا.
تحولت هذه المقولة إلى نظرية بل الى بديهية أكدتها كافة الشعوب التي خاضت النضال ضد الامبريالية والرجعية ومن أجل حريتها والاستقلالها، من فيتنام إلى كوبا والى الجزائر وغيرها. في مكان واحد فقط في عالمنا، هذه المقولة ليست سارية المفعول: في العالم العربي الرسمي. بالرغم من المقاومة الطويلة والمستمرة في فلسطين ولبنان والعراق، فقد تحولت هذه المقولة، في عالمنا العربي الرسمي التعيس، إلى ضدها: الهزيمة أم لهزيمة أقسى وأشنع. بل أنكى من ذلك: الانتصار هو أب وأم الهزيمة.
في هذه الأيام اعترفت إسرائيل رسميا بهزيمتها في الحرب اللبنانية الثانية، كما تسميها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك من خلال التقرير المرحلي الذي نشرته لجنة فينوغراد. كما هو معروف لا أحد يشكل لجنة تحقيق إذا حقق الإنتصار، وقائد الجيش المنتصر لا يستقيل ويهرب من المعركة كما فعل دان حالوتس رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق. بالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الذي عين لجنة فينوغراد لكي يتلافى التحقيق أمام لجنة رسمية ظنا منه إن ذلك سوف ينقذه وينقذ حكومته. الا أن الحقائق الدامغة لم تستطع حتى هذه اللجنة المعينة أن تتستر عليها. لقد قالت هذه اللجنة وبشكل واضح أن ايهود اولميرت فشل كقائد يقود بلاده في حرب، فشل في اتخاذ القرارات الصائبة وفي تنفيذها، عمل بدون خطة عسكرية مفصلة، وفشل في وضع أهداف للحرب. أما عمير بيرتس، فقد كان كما يقول مثلنا الشعبي: مثل الأطرش بالزفة، إذ لا يوجد لديه لا معرفة ولا خبرة بالأمور العسكرية ولم يعمل شيء للتغلب على هذه النقيصة كالتشاور مع المستشارين المتواجدين حوله بكثرة والذين يفوقونه معرفة وخبرة، أما قائد الجيش دان حالوتس فهو مسئول عن نواقص خطيرة ظهرت في الجيش وفي جاهزيته للحرب، ولعل خطأه الأكبر، والذي أشار إليه التقرير ولو بشكل عابر هو: المبالغة في قوة ومقدرة الجيش الإسرائيلي من جهة والاستخفاف بقوة حزب الله والمقاومة الشعبية اللبنانية من جهة أخرى.
بينما أثبتت 33 يوما من القتال العكس من ذلك تماما: مدى محدودية ونسبية قوة الجيش الإسرائيلي ومدى قوة المقاومة التي كانت تسبح في محيطها الطبيعي وسط جماهيرها المؤيدة والداعمة.
كان على اولميرت وبيرتس أن يستمعا إلى النصيحة المجانية التي أسداها لهما الشيخ حسن نصراللة عندما قال لهما حالا بعد خطف الجنود: قبل أن تتورطا في مغامرة لا تعرفان عاقبتها فمن الأفضل لكما أن تسألا رؤساء الحكومة ووزراء الدفاع السابقين الذين لهم معرفة ولهم خبرة في لبنان. ولكن كلنا نعرف ماذا كان ردهما على هذه النصيحة المجانية التي لو أصغيا إليها لكانا في وضع أفضل مما هما عليه الآن.
بالطبع لم تقم لجنة فينوغراد بالتحقيق بالجرائم التي اقترفتها إسرائيل في هذه الحرب. لم تحقق في قتل المدنيين اللبنانيين وارتكاب المجازر واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا، ولم تحقق في هدم الجسور والمباني العامة والمدارس والمطار والإحياء السكنية وباقي الأسس التحتية في لبنان. على العكس تماما، جاءت هذه اللجنة لتحقق في مسألة أخرى تبدو غير معقولة من وجهة النظر الإسرائيلية وهي: كيف يمكن بالرغم من كل ما قام به أقوى جيش في المنطقة، وربما رابع اقوي جيش في العالم، عدم تحقيق الانتصار.
كنا نتوقع أن تقوم الدول العربية وتبادر بإقامة لجنة للتحقيق في هذه الأمور. إلا أن الوضع كان على العكس تماما. فقد أنكرت هذه الدول حقيقة انتصار المقاومة التاريخي واعتبرته في أحسن الأحوال مغامرة غير محمودة العواقب وبدأت تتآمر على إجهاض المقاومة وتجريدها من سلاحها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال جولات كوندليسا رايس المكوكية ومن خلال التعاون المباشر وغير المباشر مع إسرائيل ومن خلال إقامة تحالف رجعي يبدأ بالسنيورة وحكومته ويمر بخادم الحرمين الشريفين وينتهي بسلطة محمود عباس، هذا المثلث الذي عمل وما زال يعمل على إنقاذ اولمرت وحكومته من الغرق من خلال شن الهجمة السلامية المشبوهة التي تسمى "مبادرة السلام العربية".
طبعا لن نذرف دموع الحزن والأسف على سقوط حكومة اولمرت-بيرتس ورحيلها، كما لن نذرف هذه الدموع على رحيل السنيورة وعباس وباقي الملوك والرؤساء العرب.
لقد أثبتت حرب لبنان الثانية واستمرار المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق أن قوة الحق سوف تنتصر في نهاية المطاف على حق القوة.
قمة الرياض: إنكار عربي رسمي لانتصار المقاومة
قال زعيم الثورة الصينية ماو تسي تونغ:"الهزيمة أم الانتصار". وقد استنتج مقولته هذه من خلال الحرب الثورية طويلة الأمد التي خاضها الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني خلال أكثر من 30 عاما ضد الإقطاع وأمراء الحرب المحليين وضد الامبريالية اليابانية وحلفائها الغربيين. هذه الحرب التي كانت حافلة بالتضحيات الجسيمة وبالهزائم العديدة التي تحولت في ظل القيادة الثورية الحكيمة إلى انتصار عظيم غير ليس وجه الصين وآسيا فحسب بل وجه العالم الحديث بأسره أيضا.
تحولت هذه المقولة إلى نظرية بل الى بديهية أكدتها كافة الشعوب التي خاضت النضال ضد الامبريالية والرجعية ومن أجل حريتها والاستقلالها، من فيتنام إلى كوبا والى الجزائر وغيرها. في مكان واحد فقط في عالمنا، هذه المقولة ليست سارية المفعول: في العالم العربي الرسمي. بالرغم من المقاومة الطويلة والمستمرة في فلسطين ولبنان والعراق، فقد تحولت هذه المقولة، في عالمنا العربي الرسمي التعيس، إلى ضدها: الهزيمة أم لهزيمة أقسى وأشنع. بل أنكى من ذلك: الانتصار هو أب وأم الهزيمة.
في هذه الأيام اعترفت إسرائيل رسميا بهزيمتها في الحرب اللبنانية الثانية، كما تسميها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك من خلال التقرير المرحلي الذي نشرته لجنة فينوغراد. كما هو معروف لا أحد يشكل لجنة تحقيق إذا حقق الإنتصار، وقائد الجيش المنتصر لا يستقيل ويهرب من المعركة كما فعل دان حالوتس رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق. بالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الذي عين لجنة فينوغراد لكي يتلافى التحقيق أمام لجنة رسمية ظنا منه إن ذلك سوف ينقذه وينقذ حكومته. الا أن الحقائق الدامغة لم تستطع حتى هذه اللجنة المعينة أن تتستر عليها. لقد قالت هذه اللجنة وبشكل واضح أن ايهود اولميرت فشل كقائد يقود بلاده في حرب، فشل في اتخاذ القرارات الصائبة وفي تنفيذها، عمل بدون خطة عسكرية مفصلة، وفشل في وضع أهداف للحرب. أما عمير بيرتس، فقد كان كما يقول مثلنا الشعبي: مثل الأطرش بالزفة، إذ لا يوجد لديه لا معرفة ولا خبرة بالأمور العسكرية ولم يعمل شيء للتغلب على هذه النقيصة كالتشاور مع المستشارين المتواجدين حوله بكثرة والذين يفوقونه معرفة وخبرة، أما قائد الجيش دان حالوتس فهو مسئول عن نواقص خطيرة ظهرت في الجيش وفي جاهزيته للحرب، ولعل خطأه الأكبر، والذي أشار إليه التقرير ولو بشكل عابر هو: المبالغة في قوة ومقدرة الجيش الإسرائيلي من جهة والاستخفاف بقوة حزب الله والمقاومة الشعبية اللبنانية من جهة أخرى.
بينما أثبتت 33 يوما من القتال العكس من ذلك تماما: مدى محدودية ونسبية قوة الجيش الإسرائيلي ومدى قوة المقاومة التي كانت تسبح في محيطها الطبيعي وسط جماهيرها المؤيدة والداعمة.
كان على اولميرت وبيرتس أن يستمعا إلى النصيحة المجانية التي أسداها لهما الشيخ حسن نصراللة عندما قال لهما حالا بعد خطف الجنود: قبل أن تتورطا في مغامرة لا تعرفان عاقبتها فمن الأفضل لكما أن تسألا رؤساء الحكومة ووزراء الدفاع السابقين الذين لهم معرفة ولهم خبرة في لبنان. ولكن كلنا نعرف ماذا كان ردهما على هذه النصيحة المجانية التي لو أصغيا إليها لكانا في وضع أفضل مما هما عليه الآن.
بالطبع لم تقم لجنة فينوغراد بالتحقيق بالجرائم التي اقترفتها إسرائيل في هذه الحرب. لم تحقق في قتل المدنيين اللبنانيين وارتكاب المجازر واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا، ولم تحقق في هدم الجسور والمباني العامة والمدارس والمطار والإحياء السكنية وباقي الأسس التحتية في لبنان. على العكس تماما، جاءت هذه اللجنة لتحقق في مسألة أخرى تبدو غير معقولة من وجهة النظر الإسرائيلية وهي: كيف يمكن بالرغم من كل ما قام به أقوى جيش في المنطقة، وربما رابع اقوي جيش في العالم، عدم تحقيق الانتصار.
كنا نتوقع أن تقوم الدول العربية وتبادر بإقامة لجنة للتحقيق في هذه الأمور. إلا أن الوضع كان على العكس تماما. فقد أنكرت هذه الدول حقيقة انتصار المقاومة التاريخي واعتبرته في أحسن الأحوال مغامرة غير محمودة العواقب وبدأت تتآمر على إجهاض المقاومة وتجريدها من سلاحها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال جولات كوندليسا رايس المكوكية ومن خلال التعاون المباشر وغير المباشر مع إسرائيل ومن خلال إقامة تحالف رجعي يبدأ بالسنيورة وحكومته ويمر بخادم الحرمين الشريفين وينتهي بسلطة محمود عباس، هذا المثلث الذي عمل وما زال يعمل على إنقاذ اولمرت وحكومته من الغرق من خلال شن الهجمة السلامية المشبوهة التي تسمى "مبادرة السلام العربية".
طبعا لن نذرف دموع الحزن والأسف على سقوط حكومة اولمرت-بيرتس ورحيلها، كما لن نذرف هذه الدموع على رحيل السنيورة وعباس وباقي الملوك والرؤساء العرب.
لقد أثبتت حرب لبنان الثانية واستمرار المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق أن قوة الحق سوف تنتصر في نهاية المطاف على حق القوة.
No comments:
Post a Comment