لكي لا يصبح الدفاع عن حرية التعبير دفاعا عن الخطأ
يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير:" إنني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول". منذ أن تفجرت قضية عزمي بشارة وقبل أن يعرف أحد تفاصيل التهم المنسوبة إليه طفحت الصحف العربية والعبرية والمواقع الالكترونية بالإخبار والمقالات والتحليلات والمقابلات التي تناولت هذه القضية من كافة جوانبها. وفي خضم هذه المعمعة ونتيجة لها بدأت تتبلور صورة مشوهة للقضية برمتها. وكأنه يوجد هناك طرفين متناقضين، الطرف الأول هو الطرف المدافع عن عزمي ويضم كافة الأحزاب والمنظمات التي اتفق على تسميتها وطنية والطرف الآخر الذي تقع في مركزه المؤسسة الاسرائلية وإعلامها وبعض الإعلام العربي الذي يدور في فلكها. هذا الفرز المقولب والمشقلب أبعد ما يكون عن الواقع. خصوصا وأن هذا الكرنفال يستغل حاليا للترويج عن مواقف وأفكار ذات أهمية وطنية وقومية عليا بحجة الدفاع عن حرية عزمي بشارة التي تريد دولة إسرائيل "الديمقراطية" سلبه إياها.
أعود لما قاله فولتير وأقول خلافا لكافة المداحين والمصفقين: إنني مستعد أن أموت من أجل حرية عزمي بشارة في التعبير عن أرائه وأفكاره مع إنني معارض معارضة كاملة هذه الآراء وهذه الأفكار. هذا الموقف يحتم علي أن أقولها ألان بجرأة وصراحة، مع علمي بمعارضة الكثير من القراء لهذا التوجه حتى ممن يوافقون على موقفي هذا، وذلك من باب الحفاظ على الوحدة ورص الصفوف من أجل مواجهة غطرسة السلطات ومقاومة سياستها القمعية. إلا أن استغلال هذه القضية من قبل التجمع الوطني الديمقراطي، من حيث الأساس، ومن قبل بعض الكتاب المقربين من اجل الترويج لهذه الآراء والأفكار والمواقف جعل الصمت عليها مستحيلا بل جريمة لا تغتفر.
لذلك لن أخوض في ضرورة الدفاع عن عزمي في وجهة الملاحقة السلطوية الإسرائيلية، هذه بديهية لا تحتمل النقاش. ولكني أرفض أن تكون المؤسسة الإسرائيلية هي المعيار لصحة أو عدم صحة الموقف السياسي لحزب معين أو لشخص يحترف السياسة، أرفض أن يكون رئيس الشباك هو المرجعية السياسية في تحديد ما هو صواب وما هو خطأ في مواقف الجماهير الفلسطينية، ومن يشكل خطر على هذه الدولة ومن لا يشكل خطرا عليها.
لا أكتب من باب التشفي أوالشماتة، ولا أكرر المثل العربي الشهير: " على نفسها جنت براقش" ولكني أردد ما قاله أرسطو:"أحب الحقيقة وأحب أفلاطون ولكني أحب الحقيقة أكثر".
جدوى العمل في الكنيست:
يقول عزمي بشارة في تصريحاته القليلة بعد تفجر الأزمة الراهنة انه استنفذ العمل في البرلمان الإسرائيلي وانه لا يستطيع أن يقدم أكثر من خلاله، وانه يريد أن يتفرغ للكتابة الفكرية ولأدبية. كلام جميل جدا، أي أن الكنيست أصبحت صغيرة على مقاسه وأصبح النضال من خلالها غير مجدي. ألا يحق لنا يا دكتور أن نتساءل: لماذا خلال 11 سنة أقمت الدنيا ولم تقعدها من أجل الوصول إلى الكنيست؟ لقد عملت على شق التيار الوطني الذي كان يتشبث بموقف نبذ الكنيست لأسباب مبدئية وجذبت قسم لا يستهان به منه إلى جانبك ودخلت في تحالفات غريبة عجيبة كنت تركلها بقدميك حالما حققت غايتك بالفوز بعضوية الكنيست، وكنت تتهكم على كل واحد ينتقد النضال البرلماني الإسرائيلي، واليوم تأتي لتخبرنا بعدم جدوى هذا "النضال". هل تغيرت الكنيست؟ أم هل تغيرت أنت؟ أم الجماهير التي أوصلتك الى حيث وصلت هي التي تغيرت؟ نريد أن نفهم!
لقد كنت أنا شخصيا من الإفراد القلائل الذين لم تنطل عليهم نظرية ضرورة الانخراط في المؤسسة الصهيونية رقم واحد ألا وهي الكنيست، بينما انطلت هذه النظرية على معظم الرفاق منهم لفترة قصيرة ومنهم لفترة طالت 11 سنة وآمل أن تنتهي اليوم.
كنا نقول دائما، أن الكنيست لا يمكن أن تخرج من جلدها، أنها جوهر النظام الكولونيالي ألصهيوني ألذي أغتصب الأرض وشرد الإنسان، ولن نشارك في الكذبة التي تقول إن الكنيست مرتعا للديمقراطية. وكنت تتهم هذا الموقف بأنه موقف صبياني غير جدي وغير مسؤول ومضر وتدمغه بما لا يحصى من الصفات السلبية الأخرى.
ماذا حققت لنا من خلال الكنيست أنت وباقي الأعضاء العرب "الوطنيين" (طبعا مع استثناء الأعضاء العرب غير الوطنين الموجودين في الأحزاب الصهيونية)؟ أدخلتم خطابا سياسيا جديدا؟ أدنتم سياسة التمييز؟ عارضتم سن القوانين المجحفة في حق جماهيرنا؟ ألقيتم الخطابات الحماسية؟ وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن المؤسسة الإسرائيلية واصلت اقتراف جرائمها على جميع المستويات وأنتم وفرتم لها العذر (Alibi) وقمتم بتجميل وجهها البشع في عيون العالم. أنظروا: يوجد لدينا أعضاء كنيست عرب، يشتموننا ويعارضوننا ويؤيدون أعدائنا وأكثر من ذلك، أنهم يتلقون أجورهم منا مقابل ذلك أيضا، أليست هذه هي الديمقراطية؟؟
القومية العربية بين الفكر والممارسة
يحب الدكتور عزمي بشارة أن يدعو حزب التجمع بالتيار القومي الديمقراطي، وبصفته زعيم التجمع فهو بالضرورة زعيم التيار القومي الديمقراطي أيضا. وهو الوريث الشرعي والوحيد لجمال عبد الناصر الذي كان عيبه الوحيد انه لم يكن ديمقراطيا، وللناصرية من بعده وهي أيضا لم تكن ديمقراطية. وكانت مهمة عزمي التاريخية أن يزوج القومية بالديمقراطية، وهكذا نمت وترعرعت فكرة التيار القومي الديمقراطي. حتى هنا كلام رائع، هذا من حقه أليس كذلك؟ هل يمكن أن يدخل الفيل في سم الإبرة؟ طبعا؟ ولم لا؟ إذا استطاع عزمي بشارة إن يحقق القومية العربية من خلال الكنيست الصهيوني فمن السهل إدخال قطار من سم الإبرة وليس فيلا فقط. ولماذا نلوم عزمي فقد دخل البعض الكنيست تحت شعار الإسلام هو الحل وإعادة الخلافة الإسلامية. يبدو أن عصر المعجزات لم ينته بعد. لا أبالغ ولا أجدد شيء إذا قلت إن ألد أعداء القومية العربية ووحدة الأمة العربية هي الكنيست الإسرائيلي. إذا رأيتم أحدهم يدخل خمارة وسألتموه: إلى أين؟ فأجابكم: أريد أن أصلي. فهل تصدقوه؟
اوتوبيا دولة كل مواطنيها
ليس من الضروري إن يكون الشخص ماركسيا لينينيا لكي يعتقد أن الدولة، كل دولة، من حيث تعريفها هي نتاج صراعات طبقية طويلة ومريرة ومستمرة، تارة تأخذ هذه الصراعات أشكال عنيفة (حروب، ثورات، تمردات) وطورا إشكال سلمية(حركات إصلاحية، إضرابات، احتجاجات) وهذه الصراعات تفرز دائما طبقة أو طبقات حاكمة وأخرى محكومة. إذن، لا يوجد هناك دولة لجميع مواطنيها، حتى أكثر الدول ديمقراطية في العالم. فكم بالأحرى دولة قامت على انقاض شعب بعد أن اقتلعته من أرضه ومارست في حقه التطهير العرقي والقمع المتواصل؟ كيف يمكن لدولة كهذه أن تكون أيضا دولة لهذا الشعب؟
هذه الكذبة التي أفرزتها الثورة الفرنسية الكبرى قبل أكثر من ثلاثة قرون تحت شعارات: الحرية، المساواة، الإخوة، قد وأدتها الشعوب المضطهدة من خلال نضالها المستمر ضد الاستعمار الغربي ولكنها ما زالت حي ترزق هنا بفضل الدكتور عزمي. إسرائيل سوف تتحول بقدرة قادر من دولة صهيونية كولونيالية إلى دولة لجميع مواطنيها وسوف تصبح دولة ثنائية القومية. هل هذه دعوة إلى اسرلة الفلسطينيين أم أنها دعوة إلى فلسطنة الإسرائيليين؟ وهل يوجد هناك فرق جوهري بين الدعوتين؟ أترك الإجابة للقارئ نفسه.
هذا غيض من فيض لما يروج له من أفكار ومواقف في ظل ملاحقة السلطات العربية لعزمي بشارة وللتجمع الوطني الديمقراطي وبالتالي لكافة جماهيرنا في الداخل على مختلف قياداتها وأحزابها ومشاربها. يجب أن يكون واضحا للجميع أن التصدي لسياسة القمع السلطوية لا تشمل تهريب الأفكار والمواقف.
يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير:" إنني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول". منذ أن تفجرت قضية عزمي بشارة وقبل أن يعرف أحد تفاصيل التهم المنسوبة إليه طفحت الصحف العربية والعبرية والمواقع الالكترونية بالإخبار والمقالات والتحليلات والمقابلات التي تناولت هذه القضية من كافة جوانبها. وفي خضم هذه المعمعة ونتيجة لها بدأت تتبلور صورة مشوهة للقضية برمتها. وكأنه يوجد هناك طرفين متناقضين، الطرف الأول هو الطرف المدافع عن عزمي ويضم كافة الأحزاب والمنظمات التي اتفق على تسميتها وطنية والطرف الآخر الذي تقع في مركزه المؤسسة الاسرائلية وإعلامها وبعض الإعلام العربي الذي يدور في فلكها. هذا الفرز المقولب والمشقلب أبعد ما يكون عن الواقع. خصوصا وأن هذا الكرنفال يستغل حاليا للترويج عن مواقف وأفكار ذات أهمية وطنية وقومية عليا بحجة الدفاع عن حرية عزمي بشارة التي تريد دولة إسرائيل "الديمقراطية" سلبه إياها.
أعود لما قاله فولتير وأقول خلافا لكافة المداحين والمصفقين: إنني مستعد أن أموت من أجل حرية عزمي بشارة في التعبير عن أرائه وأفكاره مع إنني معارض معارضة كاملة هذه الآراء وهذه الأفكار. هذا الموقف يحتم علي أن أقولها ألان بجرأة وصراحة، مع علمي بمعارضة الكثير من القراء لهذا التوجه حتى ممن يوافقون على موقفي هذا، وذلك من باب الحفاظ على الوحدة ورص الصفوف من أجل مواجهة غطرسة السلطات ومقاومة سياستها القمعية. إلا أن استغلال هذه القضية من قبل التجمع الوطني الديمقراطي، من حيث الأساس، ومن قبل بعض الكتاب المقربين من اجل الترويج لهذه الآراء والأفكار والمواقف جعل الصمت عليها مستحيلا بل جريمة لا تغتفر.
لذلك لن أخوض في ضرورة الدفاع عن عزمي في وجهة الملاحقة السلطوية الإسرائيلية، هذه بديهية لا تحتمل النقاش. ولكني أرفض أن تكون المؤسسة الإسرائيلية هي المعيار لصحة أو عدم صحة الموقف السياسي لحزب معين أو لشخص يحترف السياسة، أرفض أن يكون رئيس الشباك هو المرجعية السياسية في تحديد ما هو صواب وما هو خطأ في مواقف الجماهير الفلسطينية، ومن يشكل خطر على هذه الدولة ومن لا يشكل خطرا عليها.
لا أكتب من باب التشفي أوالشماتة، ولا أكرر المثل العربي الشهير: " على نفسها جنت براقش" ولكني أردد ما قاله أرسطو:"أحب الحقيقة وأحب أفلاطون ولكني أحب الحقيقة أكثر".
جدوى العمل في الكنيست:
يقول عزمي بشارة في تصريحاته القليلة بعد تفجر الأزمة الراهنة انه استنفذ العمل في البرلمان الإسرائيلي وانه لا يستطيع أن يقدم أكثر من خلاله، وانه يريد أن يتفرغ للكتابة الفكرية ولأدبية. كلام جميل جدا، أي أن الكنيست أصبحت صغيرة على مقاسه وأصبح النضال من خلالها غير مجدي. ألا يحق لنا يا دكتور أن نتساءل: لماذا خلال 11 سنة أقمت الدنيا ولم تقعدها من أجل الوصول إلى الكنيست؟ لقد عملت على شق التيار الوطني الذي كان يتشبث بموقف نبذ الكنيست لأسباب مبدئية وجذبت قسم لا يستهان به منه إلى جانبك ودخلت في تحالفات غريبة عجيبة كنت تركلها بقدميك حالما حققت غايتك بالفوز بعضوية الكنيست، وكنت تتهكم على كل واحد ينتقد النضال البرلماني الإسرائيلي، واليوم تأتي لتخبرنا بعدم جدوى هذا "النضال". هل تغيرت الكنيست؟ أم هل تغيرت أنت؟ أم الجماهير التي أوصلتك الى حيث وصلت هي التي تغيرت؟ نريد أن نفهم!
لقد كنت أنا شخصيا من الإفراد القلائل الذين لم تنطل عليهم نظرية ضرورة الانخراط في المؤسسة الصهيونية رقم واحد ألا وهي الكنيست، بينما انطلت هذه النظرية على معظم الرفاق منهم لفترة قصيرة ومنهم لفترة طالت 11 سنة وآمل أن تنتهي اليوم.
كنا نقول دائما، أن الكنيست لا يمكن أن تخرج من جلدها، أنها جوهر النظام الكولونيالي ألصهيوني ألذي أغتصب الأرض وشرد الإنسان، ولن نشارك في الكذبة التي تقول إن الكنيست مرتعا للديمقراطية. وكنت تتهم هذا الموقف بأنه موقف صبياني غير جدي وغير مسؤول ومضر وتدمغه بما لا يحصى من الصفات السلبية الأخرى.
ماذا حققت لنا من خلال الكنيست أنت وباقي الأعضاء العرب "الوطنيين" (طبعا مع استثناء الأعضاء العرب غير الوطنين الموجودين في الأحزاب الصهيونية)؟ أدخلتم خطابا سياسيا جديدا؟ أدنتم سياسة التمييز؟ عارضتم سن القوانين المجحفة في حق جماهيرنا؟ ألقيتم الخطابات الحماسية؟ وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن المؤسسة الإسرائيلية واصلت اقتراف جرائمها على جميع المستويات وأنتم وفرتم لها العذر (Alibi) وقمتم بتجميل وجهها البشع في عيون العالم. أنظروا: يوجد لدينا أعضاء كنيست عرب، يشتموننا ويعارضوننا ويؤيدون أعدائنا وأكثر من ذلك، أنهم يتلقون أجورهم منا مقابل ذلك أيضا، أليست هذه هي الديمقراطية؟؟
القومية العربية بين الفكر والممارسة
يحب الدكتور عزمي بشارة أن يدعو حزب التجمع بالتيار القومي الديمقراطي، وبصفته زعيم التجمع فهو بالضرورة زعيم التيار القومي الديمقراطي أيضا. وهو الوريث الشرعي والوحيد لجمال عبد الناصر الذي كان عيبه الوحيد انه لم يكن ديمقراطيا، وللناصرية من بعده وهي أيضا لم تكن ديمقراطية. وكانت مهمة عزمي التاريخية أن يزوج القومية بالديمقراطية، وهكذا نمت وترعرعت فكرة التيار القومي الديمقراطي. حتى هنا كلام رائع، هذا من حقه أليس كذلك؟ هل يمكن أن يدخل الفيل في سم الإبرة؟ طبعا؟ ولم لا؟ إذا استطاع عزمي بشارة إن يحقق القومية العربية من خلال الكنيست الصهيوني فمن السهل إدخال قطار من سم الإبرة وليس فيلا فقط. ولماذا نلوم عزمي فقد دخل البعض الكنيست تحت شعار الإسلام هو الحل وإعادة الخلافة الإسلامية. يبدو أن عصر المعجزات لم ينته بعد. لا أبالغ ولا أجدد شيء إذا قلت إن ألد أعداء القومية العربية ووحدة الأمة العربية هي الكنيست الإسرائيلي. إذا رأيتم أحدهم يدخل خمارة وسألتموه: إلى أين؟ فأجابكم: أريد أن أصلي. فهل تصدقوه؟
اوتوبيا دولة كل مواطنيها
ليس من الضروري إن يكون الشخص ماركسيا لينينيا لكي يعتقد أن الدولة، كل دولة، من حيث تعريفها هي نتاج صراعات طبقية طويلة ومريرة ومستمرة، تارة تأخذ هذه الصراعات أشكال عنيفة (حروب، ثورات، تمردات) وطورا إشكال سلمية(حركات إصلاحية، إضرابات، احتجاجات) وهذه الصراعات تفرز دائما طبقة أو طبقات حاكمة وأخرى محكومة. إذن، لا يوجد هناك دولة لجميع مواطنيها، حتى أكثر الدول ديمقراطية في العالم. فكم بالأحرى دولة قامت على انقاض شعب بعد أن اقتلعته من أرضه ومارست في حقه التطهير العرقي والقمع المتواصل؟ كيف يمكن لدولة كهذه أن تكون أيضا دولة لهذا الشعب؟
هذه الكذبة التي أفرزتها الثورة الفرنسية الكبرى قبل أكثر من ثلاثة قرون تحت شعارات: الحرية، المساواة، الإخوة، قد وأدتها الشعوب المضطهدة من خلال نضالها المستمر ضد الاستعمار الغربي ولكنها ما زالت حي ترزق هنا بفضل الدكتور عزمي. إسرائيل سوف تتحول بقدرة قادر من دولة صهيونية كولونيالية إلى دولة لجميع مواطنيها وسوف تصبح دولة ثنائية القومية. هل هذه دعوة إلى اسرلة الفلسطينيين أم أنها دعوة إلى فلسطنة الإسرائيليين؟ وهل يوجد هناك فرق جوهري بين الدعوتين؟ أترك الإجابة للقارئ نفسه.
هذا غيض من فيض لما يروج له من أفكار ومواقف في ظل ملاحقة السلطات العربية لعزمي بشارة وللتجمع الوطني الديمقراطي وبالتالي لكافة جماهيرنا في الداخل على مختلف قياداتها وأحزابها ومشاربها. يجب أن يكون واضحا للجميع أن التصدي لسياسة القمع السلطوية لا تشمل تهريب الأفكار والمواقف.