Wednesday, August 02, 2006

قانا وأخواتها

قانا وأخواتها

من كان يظن أن مناظر اشلاء الاطفال الذين انتشلوا من تحت الردم في قانا سوف يحرك ضمير صناع القرار في إسرائيل فقد مني بصدمة او على الاقل بخيبة أمل. إلا أن من يعرف طبيعة هذه الدولة وطبيعة حكامها لم يتفاجئ. قد يتحرك الضمير اذا كان هناك ثمة ضمير ولكنه كيف يتحرك إذا كان ميتا او معدوما اصلا؟
لم تكن مجزرة قانا الثانية المجزرة الاولى التي ترتكبها دولة إسرائيل. حتى انها وبالرغم من فظاعتها لم تكن أفظع مجزرة ترتكبها. إن تاريخ دولة إسرائيل هو تاريخ مجازرها. في عام 1948 شردت اكثر من نصف الشعب الفلسطيني، هدمت أكثر من 500 مدينة وقرية واقترفت أكثر من 70 مجزرة ولعل اشهرها كان دير ياسين، الطنطورة، بلد الشيخ، عيلبون وغيرها. وبعدما قامت هذه الدولة على انقاض الشعب الفلسطيني ووطنه نمت وترعت على الدماء المسفوكة في المجازر التي لا تنتهي. يكفي هنا أن نذكر بعض المحطات على طريق المجازر الممتد منذ اليوم الاول لقيام هذه الدولة الى يومنا هذا: كفر قاسم، قبية، بحر البقر، يوم الارض، صبرا وشاتيلا، المجازر العديدة خلال الاتنفاضة الاولى والثانية وخصوصا مجزرة جنين، مجزرة قانا الاولى، ومجازر قطاع غزة التي لم تتوقف حتى اليوم.
ومن الجدير ذكره هنا أن اسرائيل لم تعترف بأي مجزرة إقترفتها ولم تتحمل مسؤولية ايا منها وغني عن القول انها لم تقدم أي أعتذار لضحاياها. في أحسن الاحوال كانت تبدي "أسفها" العابر بعد ان تتنصل من المسؤولية وتحملها لغيرها كما كان موقفها إزاء مجزرة قانا الثانية. ومن ثم تعود الى سابق عهدها وتواصل المجازر من غير رادع.

حسب رأيي هذا ليس غريبا على دولة ولدت من رحم اللاشرعية، من رحم المؤامرات الدولية والخيانة. لقد كانت ولادتها خطأ تاريخيا يتحمل تبعاته ونتائجه المأساوية كل من يمت لها بصلة ما. الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني ليسا الشعبين الوحيدين الذين يعانين من هذا الغول المتعطش للدماء، بل جميع شعوب المنطقة والعالم بأسره. وليس من باب الصدفة أن ترى حتى الشعوب الاوروبية أن اسرائيل تشكل أكبر خطر على السلام العالمي. وأكثر من ذلك فإن هذه الدولة تشكل أكبر خطر على اليهود الذين تدعي زورا وبهتانا انها قامت لحمايتهم وللدفاع عنهم. ومن الواضح للجميع اليوم أن اسرائيل أخطر مكان في العالم لليهود. فهي تزج بهم في حروب لا تنتهي وتحاول بشتى الطرق إقتلاعهم من بيوتهم الامنة في أرجاء الارض والإلقاء بهم في اتون الحروب المستمرة.
من أجل السلام العالمي، ومن أجل حرية جميع الشعوب يجب العمل على الغاء هذه الدولة ولاستعاضة عنها بنظام إنساني يتمتع بضمير حي يولد من رحم العدالة والحرية.

No comments: