قصة واقعية من الخيال
بما أنني رجل شرقي ذو خيال جامح وواسع ساقص عليكم ماذا سيجري في يوم الانتخابات واليوم الذي يليه. نعم، سوف نهرول إلى صناديق الاقتراع بإلوفنا المؤلفة وسوف تنقلنا الحافلات الممولة من قبل المنظمات اليسارية (اليهودية) ليس نكاية في نتنياهو فحسب بل تحقيقا لحلم القائمة المشتركة أيضا. سوف تصل نسبة مشاركتنا إلى 99.9% وهذه النسبة ليست مستحيلة وليست غريبة علينا فقد حققناها في انتخابات العديد من الدول العربية وحتى في بعض مجالسنا المحلية. سوف تخرج القائمة المشتركة من ثيابها فرحا، لهول هذه المفاجأة إذ كان طموحها يقف عند رفع النسبة إلى 70%. وبما أن عدد الناخبين العرب (مع الجولان والقدس الشرقية الذين سوف يقفون وقفة رجل واحد لنصرة أخوانهم على الطرف الآخر) يصل إلى حوالي 900.000 ناخب سوف يدلون باصواتهم عن بكرة أبيهم وستكون كل هذه الأصوات صحيحة، سيصل عدد النواب العرب في الكنيست إلى 24 عضوا. لا تنسوا أن طموحات القائمة المشتركة حتى في أحلام يقظتها لا تتجاوز 15-17 نائبا. لن يخرج صوت عربي واحد خارج المشتركة حتى الذين رشحوا انفسهم ضمن أحزاب صهيونية سيضعون في اللحظة الاخيرة ورقة القائمة المشتركة. وهكذا كانت النتائج جنونية لا تصدق حيث تساوت القائمة المشتركة مع القائمتين المركزيتين في الوسط اليهودي.
في اليوم التالي سمع صوت نتنياهو يصرخ ويولول في شوارع تل أبيب:
أيها الخون لقد أسقطوني بأصوات العرب، اخجلوا من انفسكم.
وفي الوقت نفسه سمع غانتس ولبيد على يمينه ويعلون على يساره يقول:
لن ندخل في ائتلاف حكومي مع النواب العرب مهما كانت الظروف ومهما كان الثمن.
ومن خلفهم وقف براك وحوله فلول اليسار الصهيوني قائلا:
لسنا بحاجة لأي نائب عربي.
وما هي إلا لحظات حتى تعانق الجميع وهم يهتفون: حكومة وحدة وطنية، حكومة وحدة وطنية.
خرجت باقي الاحزاب الصهيونية الصغيرة وانضمت إلى باقي الاحزاب تقف خلف قادتها والجميع يرقصون وينشدون: "هني ما طوف وما نعيم لشفت أحيم جم ياحد" (كم جيد وكم لطيف أن نجلس إخوانا ومع بعض)
خيال؟! صحيح. ولكن الحقيقة أبعد من الخيال. وكما يقول العندليب الاسمر: لا شفتها عين ولا خطرت ببال.
No comments:
Post a Comment