Thursday, March 23, 2017

من فاروق إلى عبدالله

من فاروق إلى عبدالله
علي زبيدات - سخنين


المقصود لمن ما زال يتذكر فاروق ملك مصر الأخير. أما عبدالله فهو عبدالله الثاني ملك الأردن الحالي. ما هو مشترك بينهما وما الذي جمعهما هنا؟  الاول قد ترأس مؤتمر القمة الأول عام 1946 في السنة الثانية بعد تأسيس جامعة الدول العربية أما الثاني فسوف يترأس مؤتمر القمة الأخير المزمع عقده في هذه الأيام في الاردن. في مؤتمر القمة الأول كان عدد الدول العربية المشاركة سبع دول وهي الدول المؤسسة للجامعة (بمساعدة بريطانيا العظمى)، أما اليوم فقد أصبح لدينا ما شاء الله 22 دولة عربية. بين مؤتمر القمة الأول ومؤتمر القمة الأخير يفصل 33 مؤتمر قمة جمع الملوك والرؤساء والأمراء العرب.
السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو بالطبع: ماذا حققت كل هذه المؤتمرات وما هي انجازاتها؟ الجواب  بالمختصر المفيد: صفر = صفر.
قد تستغربون إذا علمتم بأن المواضيع التي ناقشها المؤتمرون هي نفسها تقريبا في كافة مؤتمرات القمة وعلى رأسها قضية فلسطين بالرغم من القرارت المتباينة وفي بعض الأحيان المتناقضة مثلا بين قمة الخرطوم بعد هزيمة حزيران عام 1967 ولاءاتها الثلاثة: لا اعتراف ولا مفاوضات ولا صلح مع إسرائيل وبين مؤتمر بيروت عام عام 2002 في أعقاب سحق الانتفاضة الثانية ومحاصرة ياسر عرفات في المقاطعة حيث أطلق المؤتمرون "لمبادرة السلام العربية" التي ألقت بها إسرائيل في سلة المهملات وبين المؤتمر القادم الذي كما هو متوقع سوف يستجدي أمريكا وإسرائيل عدم التخلي عن حل الدولتين. كما هو واضح تغيرت القرارات ولكن النتيجة بقيت ثابتة.
موضوع آخر ملازم لكافة مؤتمرات القمة هو: "التعاون والتشاور والعمل يدا واحدة" بين الدول العربية أو كما تمت صياغته قبيل انعقاد المؤتمر الحالي:"توحيد الصف العربي". من نافل القول أن جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة المنبثقة عنها لم تعمل شيئا يذكر من أجل التعاون فيما بينها اللهم إذا اعتبرنا سياسة المعسكرات والتحالفات بين بعض الدول ضد دول أخرى "شقيقة" تعاونا.
لا ادري اذا كان عقد مؤتمر القمة على شاطئ البحر الميت وهو النقطة الأكثر انخفاضا في العالم جاء بمحض الصدفة أم أنه يرمز إلى مدى الانحطاط الذي وصل إليه مؤتمر القمة. أولا، بوجود الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يعد أسوأ أمين عام عرفته الجامعة، وهذا لا يعني أن من سبقوه كانوا افضل منه بكثير، يكفي أن نتذكر تاريخه في السنوات الاخيرة حيث اعلنت تسيبي ليفني الحرب على غزة من القاهرة وهو يمسك بيدها وبعد الحرب هدد بقطع أرجل كل فلسطيني يحاول عبور الحدود المصرية، وثانيا بوجود الملوك والرؤساء العرب الذين وصلوا إلى نقطة انخفاض أضعاف انخفاض البحر الميت.
احدى النقاط الاساسية التي سوف توضع أمام المؤتمر هي إنهاء النزاعات في بعض البلدان العربية وخصوصا في سوريا ، العراق، اليمن وليبيا. لا أدري كيف سيتم ذلك خلال يومين أو ثلاثة وهم من خلقوا هذه النزاعات خلال أعوام من العمل الدؤوب بالتواطؤ مع قوى إقليمية ودولية أخرى.. للتذكير فقط معظم الملوك والرؤساء العرب المجتمعين وقفوا إلى جانب أمريكا في احتلال وتدمير العراق وإلى جانب حلف الناتو في تدمير ليبيا وها هم يشاركون في تدمير سوريا اما من خلال دعم الحركات التكفيرية أو دعم النظام الاستبدادي وإما من خلال التبعية لاحدى القوى الإقليمية أو الدولية.
نقطة أخرى ذكرتها سابقا هي كيفية التعامل مع مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة ومن المتوقع استجداء دونالد ترامب الا يتخلى عن حل الدولتين ولعب دور الوسيط ومناشدته عدم نقل السفارة الأمريكية للقدس وربما الطلب منه بإعادة النظر بمنع رعايا سبع دول عربية دخول أمريكا.
اما بالنسبة لقيام مؤتمر القمة بتنقية الأجواء في العالم العربي  وإلغاء التأشيرات وفتح الحدود والتعاون الاقتصادي والثقافي و التقدم ولو خطوة واحدة في توحيد الشعوب العربية و اللحاق بقافلة الحضارة فكفك عالضيعة.
وأخيرا وليس آخرا لا يضر أحد استذكار قصيدة مظفر النواب:
قمم قمم
معزى على غنم
جلالة الكبش
على سمو نعجة
على حمار بالقدم
وتبدأ الجلسة ….. إلى آخر القصيدة.

1 comment:

Anonymous said...

وعلى رأي الشاعر صديق احمد فؤاد نجم

يا ملوك ورؤسا العرب صبري عليكم طال
من المحيط للخليج يلعن ابوكو أندال

ابحث "يا ملوك العرب" على يوتيوب لسماع القصة الطريفة